أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الموصول

صفحة 153 - الجزء 1

  والكوفيون يقيسون على ذلك.

  ويجوز حذف المنصوب إن كان متصلا، وناصبه فعل أو وصف غير صلة الألف واللام، ونحو: {وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ}⁣(⁣١)، وقوله:

  [٥٧] -

  ما اللّه موليك فضل فاحمدنه به


= الإعراب صلة الموصول «ولا» الواو حرف عطف، لا: حرف زائد لتأكيد النفي «يحد» فعل مضارع معطوف على ينطق «عن سبيل» جار ومجرور متعلق بيحد، وسبيل مضاف و «المجد» مضاف إليه «والكرم» الواو حرف عطف، الكرم: معطوف على المجد.

الشاهد فيه: قوله «بما سفه» حيث حذف العائد إلى الاسم الموصول من الجملة الصلة مع كون هذا العائد مرفوعا بالابتداء ولم تطل الصلة، إذ لم تشتمل الصلة إلّا على المبتدأ والخبر. وهذا العائد المحذوف هو الضمير الذي قدرناه في إعراب البيت، وللعلماء في هذا الموضوع خلاف قد ألمعنا إليه في كلمتنا التي تقدمت على شرح هذا الشاهد.

(١) سورة التغابن، الآية: ٤، والتقدير في هذا الآية على جعل «ما» موصولا اسميا: يعلم الشيء الذي يسرونه والشيء الذي يعلنونه، ويجوز أن تكون ما موصولا حرفيا سابكة لما بعدها بمصدر، والتقدير على هذا: يعلم سرهم وعلانيتهم.

ومثل الآية الكريمة - في حذف العائد المنصوب بالفعل - قول جران العود:

ذكرت الصّبا فانهلّت العين تذرف ... وراجعك الشّوق الّذي كنت تعرف

أي تعرفه.

[٥٧] - هذا البيت من البسيط، وعجزه قوله:

فما لدى غيره نفع ولا ضرر

وهذا البيت مما لم أقف له على نسبته إلى قائل معين: ولا عثرت له مع طويل البحث على سوابق أو لواحق تتصل به.

اللغة: «موليك» اسم فاعل مضاف إلى ضمير المخاطب، وفعله أولى يولي - على مثال أكرم يكرم - والمراد به ما نحك ومعطيك ومنعم به عليك «فضل» منة وعطاء مبتدأ منه لا تستوجبه عليه بما تقدم من عمل «فاحمدنه به» اشكره عليه بدوام العبادة وبجميل معاملتك خلقه.

المعنى: إن الذي يمنحك اللّه من النعم فضل منه عليك وإحسان جاءك من عنده، من غير أن تستحق عليه سبحانه شيئا من ذلك، فاحمد اللّه عليه، واعلم أنه هو الذي ينفعك =