هذا باب الموصول
  بخلاف «جاء الذي إياه أكرمت» و «جاء الذي إنه فاضل» أو «كأنّه أسد» أو «أنا الضاربة»(١)، وشذّ قوله:
= ويضرك، وأن غيره لا يملك لك شيئا من ضر أو نفع.
الإعراب: «ما» اسم موصول مبتدأ «اللّه» مبتدأ «موليك» مولي: خبر عن لفظ الجلالة، وهو مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله الأول، ومفعوله الثاني محذوف، وأصل الكلام موليكه، وجملة المبتدأ الذي هو لفظ الجلالة وخبره مع معمولاته لا محل لها صلة الاسم الموصول «فضل» خبر المبتدأ الذي هو الاسم الموصول «فاحمدنه» الفاء للسببية، احمد: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب، والهاء ضمير الغائب مفعول «به» جار ومجرور متعلق بأحمد «فما» الفاء حرف تعليل، ما: حرف نفي «لدى» ظرف بمعنى عند متعلق بمحذوف خبر مقدم وهو مضاف وغير من «غيره» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة، وغير مضاف وضمير الغائب مضاف إليه «نفع» مبتدأ مؤخر «ولا» الواو حرف عطف، لا: حرف زائد لتأكيد النفي «ضرر» معطوف على نفع، والمعطوف على المرفوع مرفوع.
الشاهد فيه: قوله «ما اللّه موليك» حيث حذف من جملة الصلة الضمير العائد على الاسم الموصول، وهذا العائد منصوب بوصف وهو مول، وأصل الكلام: ما اللّه موليكه فضل، أي الذي اللّه موليكه فضل - إلخ، وقد بان لك ذلك من إعراب البيت.
ويجوز أن يكون التقدير: الذي اللّه موليك إياه فضل - إلخ، بل هذا التقدير أولى، لأن الانفصال في ثاني الضميرين المعمولين لاسم أرجح من الاتصال، على ما عرفت في مباحث الضمير، وإنما قدرناه في أول الكلام متصلا مع مرجوحية الاتصال ليطابق قول المصنف «ويجوز حذف المنصوب إن كان متصلا - إلخ» وننبهك هنا إلى أن المراد ألا يكون الضمير منفصلا لغرض إفادة الحصر كما في المثال الذي ذكره المؤلف بعد، فإن كان متصلا، أو كان منفصلا لغير إفادة الحصر - جاز حذفه، فاحفظ ذلك.
ومثل بيت الشاهد قول القتال الكلابي:
بهنّ من الداء الّذي أنا عارف ... وما يعرف الأدواء إلّا طبيبها
أي الذي أنا عارفه.
(١) أما المثال الأول فلم يجز حذف العائد فيه لأن هذا العائد ضمير منفصل لغرض الحصر، ففات فيه شرط اتصال الضمير، وأما المثال الثاني فلم يجز فيه حذف العائد =