أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الموصول

صفحة 160 - الجزء 1

  أي: فيه، وقوله:

  [٦١] -

  وهوّ على من صبّه اللّه علقم


[٦١] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

وإنّ لساني شهدة يشتفى بها

وهذا بيت قد استشهد به جماعة من متقدمي النحاة منهم الرضي والفارسي وقطرب والليث، ولم ينسبه واحد منهم إلى قائل معين، وأكثر ما قيل في نسبته: إنه لرجل من همدان.

اللغة: «هوّ» بتشديد الواو - ضمير الواحد الغائب، وهذه لغة همدان إحدى قبائل اليمن، فإنهم يشددون الواو من «هو» والياء من «هي» ومثال ذلك في «هي» قول شاعرهم:

والنّفس ما أمرت بالعنف آبية ... وهيّ إن أمرت باللّطف تأتمر

«شهدة» بضم الشين وسكون الهاء - أصله العسل ما دام في شمعه «علقم» هو الحنظل، وهو شجر له ثمر مركريه الطعم.

المعنى: شبه لسانه حين يثني على من يريد الثناء عليه بشهدة تستريح النفس إلى مذاقها، وشبهه حين يريد أن ينال ممن يناوئه ويعاديه بالحنظل تعاف النفس مذاقه وتمج طعمه.

الإعراب: «إن حرف توكيد ونصب «لساني» لسان: اسم إن، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «شهدة» خبر إن «يشتفى» فعل مضارع مبني للمجهول «بها» جار ومجرور متعلق بيشتفى على أنه نائب فاعله، وجملة الفعل المبني للمجهول ونائب فاعله في محل رفع صفة لشهدة «وهو» ضمير منفصل مبتدأ، مبني على الفتح في محل رفع «على» حرف جر «من» اسم موصول مجرور محلّا بعلى، والجار والمجرور متعلق بعلقم الآتي، لأنه في تأويل المشتق، والتقدير: وهو كريه على من - إلخ «صبه» صب:

فعل ماض، وضمير الغائب العائد إلى اللسان مفعول به «اللّه» فاعل صب، وجملة الفعل وفاعله ومفعوله لا محل لها صلة من المجرور محلّا بعلى، والعائد إلى الموصول محذوف، والتقدير: على من صب اللّه عليه «علقم» خبر المبتدأ.

الشاهد فيه: قوله «على من صبه اللّه» حيث حذف العائد إلى الموصول من جملة الصلة، أما الموصول فهو «من» المجرور محلّا بعلى، وأما جملة الصلة فهي قوله «صبه اللّه» وأما العائد فهو ضمير مجرور محلّا بحرف جر محذوف، وتقدير الكلام: =