أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المعرفة بالأداة

صفحة 164 - الجزء 1


= قد نكره بعضهم فقال: «هذا ابن عرس مقبل» اه.

ومما بيناه لك تعلم أن «بنات أوبر» وضع علما على هذا النوع من الكمأة بجمع لفظ بنت، كما أن «بنت أوبر» وضع بوضع آخر علما عليه، فلا يقال: إن العلم هو «بنت أوبر» وإنه لما جمعه على «بنات أوبر» كان لا بد له من قصد تنكيره فاقترانه بأل بعد الجمع لازم، كما تقول في تثنية محمد: المحمدان، وفي جمعه: المحمدون.

[٦٣] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

رأيتك لمّا أن عرفت وجوهنا

والبيت لرشيد بن شهاب اليشكري، وزعم التوزي - نقلا عن بعضهم - أنه مصنوع لا يحتج به، وليس كذلك.

اللغة: «رأيتك» الخطاب لقيس بن مسعود بن قيس بن خالد اليشكري، وهو المذكور في آخر البيت «وجوهنا» أراد بالوجوه ذواتهم، ويروى «لما أن عرفت جلادنا» أي:

ثباتنا في الحرب وشدة وقع سيوفنا «صددت» أعرضت ونأيت «طبت النفس» يريد أنك رضيت «عمرو» كان صديقا حميما لقيس، وكان قوم الشاعر قد قتلوه.

المعنى: يندد بقيس؛ لأنه فر عن صديقه لما رأى وقع أسيافهم، ورضي من الغنيمة بالإياب.

الإعراب: «رأيتك» فعل وفاعل ومفعول، وليس بحاجة لمفعول ثان لأن «رأى» هنا بصرية «لما» ظرفية بمعنى حين تتعلق برأي «أن» زائدة «عرفت» فعل وفاعل «وجوهنا» وجوه: مفعول به لعرف، ووجوه مضاف والضمير مضاف إليه «صددت» فعل وفاعل وهو جواب «لما» و «طبت» فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة صددت «النفس» تمييز «يا قيس» يا: حرف نداء، قيس: منادى مبني على الضم في محل نصب، وجملة النداء لا محل لها معترضة بين العامل ومعموله «عن عمرو» متعلق بصددت، أو بطبت على أنه ضمنه معنى تسليت.

الشاهد فيه: قوله «طبت النفس» حيث أدخل الألف واللام على التمييز - الذي يجب له التنكير - ضرورة، وذلك إنما هو في اعتبار البصريين، وقد ذكر النحاة أن الكوفيين لا يوجبون تنكير التمييز، بل يجوز عندهم أن يكون معرفة وأن يكون نكرة، وعلى ذلك لا تكون «أل» في هذا الشاهد زائدة، بل تكون معرفة، لكن كلام المؤلف وغيره يقتفي ما يقوله البصريون. =