أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المبتدأ والخبر

صفحة 172 - الجزء 1

  ونحو:

  [٦٥] -

  أقاطن قوم سلمى أم نووا ظعنا


= وقد وقع هذا الوصف بعد «ما» النافية، وهذا هو الذي أراده المؤلف بالإتيان ببيت الشاهد.

وثانيهما أن الضمير البارز في هذا الموضع كالاسم الظاهر، يجوز أن يقع كل واحد منهما فاعلا مغنيا عن خبر الوصف الواقع مبتدأ، وقد منع جماعة من النحاة وقوع الضمير البارز فاعلا مغنيا عن الخبر، والتزموا في كل ما ظاهره وقوع ذلك أن يكون الوصف خبرا مقدما والضمير البارز مبتدأ مؤخرا، وهذا الشاهد يرد عليهم أوضح الرد؛ فإنه لا يجوز فيه أن يكون «واف» خبرا مقدما، و «أنتما» مبتدأ مؤخرا، لأن «واف» مفرد، و «أنتما» دال على المثنى، ولا يجوز الإخبار بالمفرد عن المثنى، وإذا لم يجز فيه هذا الوجه من الإعراب تعين أن يكون «واف» مبتدأ و «أنتما» فاعلا سد مسد خبره، لأنه ليس لنا إلّا وجهان، وقد بطل أحدهما فتعين الآخر.

[٦٥] - هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

إن يظعنوا فعجيب عيش من قطنا

ولم أعثر - رغم طول البحث - على نسبة هذا البيت إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق تتصل به.

اللغة: «قاطن» اسم فاعل من قطن فلان بالمكان - من باب قعد - إذا أقام فيه «ظعنا» هو بفتح العين - الاسم من ظعن - وبابه نفع - ومعناه ارتحل، والظعن بسكون العين - مصدر ذلك الفعل - ويقال: الساكن والمتحرك كلاهما مصدر، ويجوز أن يكون أصله السكون وفتحت العين لأنها حرف حلق كما يقولون: البحر، والشعر، بفتح الوسط وأصله السكون.

المعنى: يستفسر عن قوم سلمى التي يحبها، أهم باقون على ما كان يعهدهم في مكانهم أم اعتزموا أن يرتحلوا عنه ويفارقوه؟ فإن كانوا قد نووا الرحيل فما أعجب عيش الذي يبقى بعدهم ولا يلحق بهم!.

الإعراب: «أقاطن» الهمزة للاستفهام، قاطن: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة «قوم» فاعل بقاطن سد مسد الخبر، وقوم مضاف و «سلمى» مضاف إليه «أم» حرف عطف «نووا» فعل وفاعل «ظعنا» مفعول به لنوى «إن» حرف شرط جازم «يظعنوا» فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بحذف النون، وواو الجماعة فاعله «فعجيب» الفاء واقعة في جواب =