هذا باب المبتدأ والخبر
  خلافا للأخفش والكوفيين(١)، ولا حجّة لهم في نحو:
  [٦٦] -
  خبير بنو لهب فلا تك ملغيا
= الشرط، عجيب: خبر مقدم «عيش» مبتدأ مؤخر، وعيش مضاف و «من» اسم موصول مضاف إليه مبني على السكون في محل جر «قطنا» قطن: فعل ماض، والألف فيه للإطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الموصولة، وجملة الفعل وفاعله لا محل لها صلة، وجملة المبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد فيه: قوله «أقاطن قوم سلمى» فإن قوله «قاطن» وصف لكونه اسم فاعل على ما عرفت في لغة البيت، وقد وقع هذا الوصف مبتدأ، وجاء بعده اسم مرفوع على أنه فاعل بهذا الوصف، ولا يصلح أن يكون الوصف خبرا مقدما و «قوم سلمى» مبتدأ مؤخرا؛ لأن «قوم سلمى» دال على معنى الجمع بسبب كونه اسم جمع، و «قاطن» مفرد، ولا يكون المفرد خبرا عن الجمع ولا عما يدل عليه وإذا امتنع هذا الوجه من وجوه الإعراب للعلة التي ذكرناها تعين الوجه الآخر إذ لا يحتمل هذا الأسلوب إلّا وجهين. وقد سبق هذا الوصف بهمزة الاستفهام، فدل ذلك على أن الوصف الواقع مبتدأ يجوز أن يكتفي بمرفوعه عن الخبر إذا سبقته أداة استفهام.
(١) ذهب الكوفيون والأخفش إلى أنه يجوز أن يرفع الوصف فاعلا أو نائب فاعل مكتفى به، وإن لم يعتمد هذا الوصف على نفي أو استفهام، وعبارة الناظم في الألفية تدل على موافقة هذا المذهب، حيث يقول * وقد يجوز نحو «فائز أولو الرّشد» * فكان يجب على المؤلف أن يشير إلى موافقة الناظم للأخفش والكوفيين.
[٦٦] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
مقالة لهبيّ إذا الطّير مرّت
والبيت ينسب إلى رجل طائي، ولم يعين أحد اسمه فيما بين أيدينا من المراجع.
اللغة: «خبير» من الخبرة، وهي العلم بالشيء «بنو لهب» جماعة من بني نصر بن الأزد يقال: إنهم أزجر قوم وأعيفهم وأعرفهم بما تدور عليه حركات الطير.
المعنى: إن بني لهب عالمون بالزجر والعيافة، فإذا قال أحدهم كلاما فاستمع له ولا تلغ ما يذكره لك إذا زجر أو عاف حين تمر الطير عليه.
الإعراب: «خبير» مبتدأ، والذي سوغ الابتداء به - مع كونه نكرة - أنه عامل فيما بعده «بنو» فاعل سد مسد الخبر، وبنو مضاف، و «لهب» مضاف إليه «فلا» الفاء عاطفة، لا: =