أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المبتدأ والخبر

صفحة 188 - الجزء 1

  أي: بنو أبنائنا مثل بنينا.

  الثانية: أن يخاف التباس المبتدأ بالفاعل، نحو: «زيد قام» بخلاف «زيد قائم» أو «قام أبوه» و «أخواك قاما»⁣(⁣١).


= فذكاة أمه: مبتدأ، وذكاة الجنين: هو الخبر، ولو أنك قدمت فقلت: ذكاة أمه ذكاة الجنين، لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة، وقد علمت أنه غير جائز.

وبعد، فقد قال ابن هشام يعترض على ابن الناظم استشهاده بهذا البيت: قد يقال إن هذا البيت لا تقديم فيه ولا تأخير، وإنه جاء على التشبيه المقلوب، كقول ذي الرمة:

ورمل كأوراك العذارى قطعته

فكان ينبغي أن يستشهد بما أنشده أبوه في التسهيل من قول حسان بن ثابت:

قبيلة ألأم الأحياء أكرمها ... وأغدر النّاس بالجيران وافيها

إذ المراد الإخبار عن أكرمها بأنه ألأم الأحياء، وعن وافيها بأنه أغدر الناس، لا العكس، اه. كلام ابن هشام.

والجواب عنه من وجهين، أحدهما: أن التشبيه المقلوب من الأساليب النادرة، والحمل على ما يندر وقوعه لمجرد الاحتمال مما لا يجوز أن يصار إليه، وإلّا فإن كل كلام يمكن تطريق احتمالات بعيدة إليه حتى لا يكون ثمة طمأنينة على إفادة غرض المتكلم بالعبارة، وثانيهما: أن ما ذكره في بيت حسان من أن الغرض الإخبار عن أكرم هذه القبيلة بأنه ألأم الأحياء وعن أوفى هذه القبيلة بأنه أغدرهم، هذا نفسه يجري في بيت الشاهد فيقال: إن غرض المتكلم الإخبار عن بني أبنائهم بأنهم يشبهون أبناءهم، وليس الغرض أن يخبر عن بنيهم بأنهم يشبهون بني أبنائهم، فلما صح أن يكون غرض المتكلم معينا للمبتدأ صح الاستشهاد ببيت الشاهد، وهذا الوجه هو الذي يشير إليه كلام ابن الناظم وغيره.

هذا، ومثل بيت الشاهد قول الكميت بن زيد الأسدي:

كلام النّبيّين الهداة كلامنا ... وأفعال أهل الجاهليّة نفعل

فإن الغرض تشبيه كلامهم بكلام النبيين الهداة، لا العكس.

(١) فإن قلت: ألستم قد جوزتم في نحو «أقائم زيد» وجهين من وجوه الإعراب، أحدهما أن يكون «قائم» خبرا مقدما، و «زيد» مبتدأ مؤخرا، وثانيهما أن يكون «قائم» مبتدأ، و «زيد» فاعلا أغنى عن الخبر، فاحتمل في هذا المثال ونحوه أن يكون «زيد» فاعلا وأن =