أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب المبتدأ والخبر

صفحة 189 - الجزء 1

  الثالثة: أن يقترن بإلّا معنى، نحو: {إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ}⁣(⁣١)، أو لفظا نحو: {وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ}⁣(⁣٢)، فأما قوله:

  [٧٢] -

  ... وهل إلّا عليك المعوّل


= يكون مبتدأ، وهو جائز وارد في كثير من الكلام العربي، فلماذا لم يمتنع خوف التباس المبتدأ بالفاعل.

فالجواب أن خوف التباس المبتدأ بالفاعل مانع في حالة واحدة، وهي أن يكون المسند فعلا، للفرق بين الجملة الاسمية والجملة الفعلية، فإن كان المسند اسما كما في هذا المثال لم يمتنع.

فإن قلت: فما فرق ما بين الجملتين!.

قلت: الجملة الاسمية تدل على ثبوت المسند للمسند إليه ودوامه، والفعلية تدل على تجدده وحدوثه، وشتان ما بينهما.

(١) سورة هود، الآية: ١٢.

(٢) سورة آل عمران، الآية: ١١٤.

[٧٢] - هذه قطعة من عجز بيت من الطويل، وهو بتمامه:

فيا ربّ، هل إلّا بك النّصر يرتجى ... عليهم؟ وهل إلّا عليك المعوّل؟

والبيت للكميت بن زيد الأسدي، وهو الشاعر المقدم العالم بلغات العرب الخبير بأيامها، وأحد شعراء مضر المتعصبين على القحطانية، والبيت من قصيدة له من قصائد تسمى الهاشميات قالها في مديح بني هاشم، وأولها قوله:

ألا هل عم في رأيه متأمّل؟ ... وهل مدبر بعد الإساءة مقبل؟

اللغة: «عم» العمى ذهاب البصر من العينين جميعا، ولا يقال أعمى إلّا على ذلك، ويقال لمن ضل عنه وجه الصواب: هو أعمى وعم، والمرأة عمياء وعمية «مدبر» هو في الأصل من ولاك قفاه، ويراد منه الذي يعرض عنك ولا يباليك «المعول» تقول:

عولت على فلان، إذا جعلته سندك الذي تلجأ إليه، وجعلت أمورك كلها بين يديه، والمعمول ههنا مصدر ميمي بمعنى التعويل.

الإعراب: «يا رب» يا: حرف نداء، ورب: منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة اكتفاء بكسر ما قبلها «هل» حرف استفهام إنكاري دال على النفي «إلّا» أداة استثناء ملغاة «بك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «النصر» مبتدأ مؤخر «يرتجى» فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا =