فصل: يتميز الاسم عن الفعل والحرف بخمس علامات:
  والحقّ أنهما نونان زيدتا في الوقف، كما زيدت نون «ضيفن» في الوصل والوقف، وليسا من أنواع التنوين في شيء؛ لثبوتهما مع «أل»، وفي الفعل، وفي الحرف، وفي الخط والوقف، ولحذفهما في الوصل، وعلى هذا فلا يردان على من أطلق أن الاسم يعرف بالتنوين، إلا من جهة أنه يسمّيهما تنوينين، أما باعتبار ما في نفس الأمر فلا.
[الثالثة: النداء]
  الثالثة: النداء، وليس المراد به دخول حرف النداء؛ لأن «يا» تدخل في اللفظ
= الإعراب: «قالت» قال: فعل ماض، والتاء علامة على تأنيث الفاعل «بنات» فاعل قال مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و «العم» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة «يا» حرف نداء «سلمى» منادى مبني على ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر في محل نصب «وإن» الواو عاطفة على محذوف، وإن: حرف شرط جازم «كان» فعل ماض فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى البعل المذكور في البيت السابق «فقيرا» خبر كان الناقصة، منصوب بالفتحة الظاهرة «معدما» صفة لفقير، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سياق الكلام، وجملة الشرط وجوابه معطوفة بالواو على محذوف يدل عليه سياق الكلام أيضا.
وتقدير هذه المحذوفات: قالت بنات العم: يا سلمى، إن كان غنيا موسرا ترضين به، وإن كان فقيرا معدما ترضين به «قالت» قال: فعل ماض، والتاء حرف دال على تأنيث الفاعل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى سلمى «وإن» الواو عاطفة على محذوف، إن: حرف شرط جازم، وفعل الشرط وجوابه محذوفان يدل عليهما سابق الكلام، والتقدير: قالت: إن كان غنيا موسرا أرض به، وإن كان فقيرا معدما أرض به.
الشاهد فيه: قوله: «وإن» في الموضعين جميعا، حيث لحق التنوين فيهما القافية المقيدة. زيادة على الوزن، وإن حرف بغير خلاف، ولحوق هذا التنوين الحرف في هذا البيت دليل على أن هذا النوع من التنوين لا يختص بالاسم.
ومن أمثلة هذا التنوين قول رؤبة بن العجاج في أول قافيته:
وقاتم الأعماق خاوي المخترقن ... مشتبه الأعلام لمّاع الخفقن
والكلام في دلالة هذا على أن التنوين الغالي ليس خاصا بالاسم مثل الكلام الذي ذكرناه في شرح بيت جرير السابق عن قوله: «العتابن» فارجع إليه تكن على بصيرة.