[هذه الأفعال على ثلاثة أقسام بالنسبة للعمل]
  أحدها: ما يعمل هذا العمل مطلقا، وهو ثمانية: كان، وهي أمّ الباب، وأمسى، وأصبح، وأضحى، وظلّ، وبات، وصار، وليس، نحو: {وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً}(١).
  الثاني: ما يعمله بشرط أن يتقدّمه نفي أو نهي أو دعاء، وهو أربعة: زال ماضي يزال، وبرح، وفتئ، وانفكّ، مثالها بعد النفي: {وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ}(٢)، {لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ}(٣)، ومنه {تَاللَّهِ تَفْتَؤُا}(٤)، وقوله:
  [٨٠] -
  فقلت يمين اللّه أبرح قاعدا
= الفراء: نصبته على أنه شبيه بالحال، وقال البصريون: إنا رأينا هذا الخبر يجيء ضميرا ويجيء معرفة ويجيء جامدا، ورأيناه لا يستغني عنه، فلا يمكن أن يعد حالا ولا مشبها به، لأن الأصل في الحال أن يكون نكرة، وأن يكون مستغنى عنه.
(١) سورة الفرقان، الآية: ٥٤.
(٢) سورة هود، الآية: ١١٨.
(٣) سورة طه، الآية: ٩١.
(٤) سورة يوسف، الآية،: ٨٥.
[٨٠] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
وهذا البيت لامرئ القيس بن حجر الكندي، من قصيدة له تقدم ذكر مطلعها مستشهدا به في باب الموصول (ش ٤٩) وتقدم من قبل ذلك ذكر بيت من أبياتها واستشهد به في الكلام على جمع المؤنث السالم (ش ١٨).
اللغة: «يمين اللّه» يروى مرفوعا ومنصوبا، وستعرف وجه الروايتين في إعراب البيت «أبرح قاعدا» أراد لا أبرح، وستعرف وجهه في بيان الاستشهاد بالبيت، ومعناه أنه سيبقى قاعدا معها يجتلي محاسنها ويتمتع بطلعتها «أوصالي» جمع وصل بكسر الواو وسكون الصاد المهملة - وهو كل عظم يفصل من الآخر، قال ذو الرمة غيلان بن عقبة:
إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته ... فقام بفأس بين وصليك جازر
المعنى: يحلف لمحبوبته على أنه مقيم معها لا يفارقها، وأنه يستهين في سبيل ذلك بما يكون من أهلها مما ينشأ عن الغيرة وحفظ الحرم.
الإعراب: «فقلت» فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله «يمين» يروى بالرفع وبالنصب، فأما =