هذا باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر
= الرفع فعلى أنه مبتدأ حذف خبره، والتقدير: يمين اللّه قسمي، أو عليّ يمين اللّه، وأما النصب فعلى أحد وجهين:
أولهما: أن يكون أصل الكلام: بيمين اللّه، فحذف حرف الجر، فانتصب الاسم المجرور، وهذا هو الذي يقال له منصوب بنزع الخافض.
ثانيهما: أن يكون مفعولا مطلقا حذف عامله، وتقدير الكلام أقسم يمين اللّه، فالمحذوف من معنى المذكور، ذكر هذين الوجهين جماعة منهم الوزير أبو بكر شارح ديوان امرئ القيس، وعلى كل حال يمين مضاف و «اللّه» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة «أبرح» فعل مضارع ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «قاعدا» خبر أبرح «ولو» الواو عاطفة على محذوف، لو: حرف شرط غير جازم «قطعوا» قطع: فعل ماض، وواو الجماعة فاعله «رأسي» رأس: مفعول به لقطع، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «لديك» لدى: ظرف مكان متعلق بقطع، وهو مضاف وضمير المخاطبة مضاف إليه «وأوصالي» الواو حرف عطف، أوصال:
معطوف على رأسي، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله: «أبرح قاعدا» حيث أعمل الشاعر «أبرح» - وهو مضارع برح - عمل كان، مع أنه ليس معه في اللفظ حرف نفي، بسبب أن حرف النفي مقدر قبله: أي لا أبرح قاعدا.
ومثل هذا الشاهد قول الآخر، وإن كان الفعل ماضيا:
لعمر أبي دهماء زالت عزيزة ... على قومها ما فتّل الزّند قادح
ونظيره قول النابغة الذبياني:
فقالت: يمين اللّه أفعل، إنّني ... رأيتك مسحورا يمينك فاجره
يريد فقالت يمين اللّه قسمي لا أفعل ما ذكرت.
وقال سحيم الحبشي عبد بني الحسحاس:
وقد أقسمت باللّه يجمع بيننا ... هوى أبدا حتى تحوّل أمردا
وقالت ليلى الأخيلية ترثي توبة بن الحمير:
أقسمت أبكي بعد توبة هالكا ... وأحفل من دارت عليه الدّوائر
وإنما يكثر حذف «لا» النافية دون أخواتها بعد القسم إن كان الفعل المنفي مضارعا كالآية الكريمة وبيت امرئ القيس، فإن لم يتقدم القسم كان الحذف شاذا، وذلك كما =