هذا باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر
= الإعراب: «باتت» بات: فعل ماض ناقص، والتاء علامة التأنيث «فؤادي» مفعول به لسالبة الآتي، وفؤادي مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «ذات» اسم بات مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف و «الخال» مضاف إليه «سالبة» خبر بات «فالعيش» الفاء حرف تفريع، العيش: مبتدأ «إن حرف شرط «حم» فعل ماض مبني للمجهول فعل الشرط «لي» جار ومجرور متعلق بحم «عيش» نائب فاعل حم «من العجب» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، ويجوز أن يكون نائب فاعل حم ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره هو يعود إلى العيش، ويكون قوله: «عيش» خبر المبتدأ، وقوله: «من العجب» جارا ومجرورا متعلقا بمحذوف صفة لعيش، وعلى كل حال فجواب الشرط محذوف يدل عليه سياق الكلام، وجملة الشرط وجوابه لا محل لها من الإعراب معترضة بين المبتدأ وخبره.
الشاهد فيه: قوله: «باتت فؤادي ذات الخال سالبة» حيث ورد فيه ما ظاهره أن معمول خبر الفعل الناسخ قد ولي الفعل، أما الفعل الناسخ فهو قوله: «باتت» وأما خبره فهو قوله: «سالبة» وأما معمول الخبر فهو قوله: «فؤادي» فقد عرفت في إعراب البيت أنه مفعول به لسالبة، وقد وقع المفعول بعد الفعل الناسخ كما ترى.
وبهذا البيت ونحوه استدل الكوفيون على أنه يجوز أن يقع معمول خبر الفعل الناسخ بعده، ولا يتأتى في هذا البيت الرد عليهم بما ذكره الناظم - وذكره المؤلف تبعا له، وذكرناه نحن في توجيه البيت السابق - من أن اسم الفعل الناسخ ضمير شأن محذوف، وما بعده جملة من مبتدأ وخبر في محل نصب خبر الفعل الناسخ، وإنما امتنع ذلك - كما قال المؤلف - لظهور نصب الخبر الذي هو سالبة، فإما أن يكون ما ذهب إليه الكوفيون صحيحا، وإما أن يكون هذا البيت ضرورة، وقد اختار جمهور العلماء المشايعين للبصريين الثاني، وهو أن البيت ضرورة.
ولكن بعض المتأخرين قد ذكر في هذا البيت تأويلا يفسد به استدلال الكوفيين وحاصله أن قول الشاعر «فؤادي» ليس مفعولا به لسالبة على ما يتوهم الكوفيون، ولكنه منادى بحرف نداء محذوف، ومعمول الخبر محذوف أيضا، وتقدير الكلام باتت يا فؤادي ذات الخال سالبة إياك، وفيه تكلف ظاهر كما قلناه في شرح الشاهد ٨٨.
ومثل ما ذكرناه في هذا البيت من الاستشهاد والتأويل يجري في قول الآخر:
لئن كان سلمى الشّيب بالصّدّ مغريا ... لقد هوّن السّلوان عنها التّحلّم
=