[فصل: تجيء هذه الأفعال تامة]
  لظهور نصب الخبر.
[فصل: تجيء هذه الأفعال تامة]
  فصل: قد تستعمل هذه الأفعال تامّة، أي مستغنية بمرفوعها(١)، نحو: {وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ}(٢)، أي: وإن حصل ذو عسرة؛ {فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}(٣)، أي: حين تدخلون في المساء وحين تدخلون في الصّباح؛ {خالِدِينَ
= تقديره عند الكوفيين: لئن كان الشيب مغريا سلمى بالصد، وعند المؤولين لئن كان يا سلمى الشيب مغريا بالصد، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى أيضا.
(١) هذا الذي ذكره المؤلف - من أن التام هو الذي استغنى بمرفوعه، والناقص هو الذي لم يكتف بالمرفوع، بل احتاج إلى المنصوب - هو ما ارتضاه ابن مالك، مخالفا لسيبويه ولجمهرة النحاة، وهم يذهبون إلى معنى تمام هذه الأفعال أنها تدل على الحدث والزمان جميعا ككل الأفعال، وأن معنى نقصانها أنها لا تدل على الحدث، وإنما جردت للدلالة على الزمان الذي هو جزء من مفهوم سائر الأفعال، وقد استدل ابن مالك على صحة مذهبه بوجوه عشرة نكتفي هنا بذكر خمسة منها، الأول: أن تسميتها أفعالا يتحتم معها أن نقطع بدلالتها على الحدث مع الزمان؛ لأن كل فعل يدل عليهما جميعا، والثاني أنها لو لم تدل على الحدث لما اختلفت معانيها بل تكون كلها بمعنى واحد وهو الزمان الماضي إن كانت ماضية والزمان المستقبل إن كانت مضارعة، فإذا قلت كان زيد مجتهدا كان معناه زيد مجتهد أمس، وإذا قلت يكون زيد مسافرا كان معناه زيد مسافر غدا، ونحن نثبت لها معاني مختلفة؛ فكانت أفعالا البتة، الثالث: أنها لو كانت دالة على الزمان وحده لصح أن تتكون من أحدها ومن اسم آخر دال على معنى جملة مفيدة، كما تتكون الجملة من اسم زمان واسم معنى، نحو «السفر غدا» وأنت لو قلت «كان السفر» لم يتم معنى الكلام، فدل ذلك على أنها ليست دالة على مجرد الزمان، الرابع؛ أنها لو لم تكن دالة على الحدث لم يصح دخول أن المصدرية عليها، وقد دخلت أن المصدرية عليها في أفصح الكلام نحو قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ} الخامس: أنها لو لم تدل على الحدث لم يجئ منها اسم فاعل؛ لأن اسم الفاعل لا دلالة له على الزمان إلّا لزوما، وقد صرحتم بأن اسم الفاعل يجيء من بعضها واستدللتم لوروده بقول الشاعر:
وما كلّ من يبدي البشاشة كائنا ... أخاك إذا لم تلفه لك منجدا
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٨٠.
(٣) سورة الروم، الآية: ١٧.