أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تجيء هذه الأفعال تامة]

صفحة 229 - الجزء 1

  فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ}⁣(⁣١)، أي: ما بقيت، وقوله:

  [٩٠] -

  وبات وباتت له ليلة

  وقالوا: «بات بالقوم»، أي: نزل بهم؛ و «ظلّ اليوم»، أي: دام ظلّه؛ و «أضحينا»، أي: دخلنا في الضّحى.


(١) سورة هود، الآيتين: ١٠٧ و ١٠٨.

[٩٠] - هذا صدر ثاني بيتين من المتقارب، وهما من كلمة لا مرئ القيس بن حجر الكندي، والبيت بكماله مع المطلع هكذا:

تطاول ليلك بالإثمد ... وبات الخليّ ولم ترقد

وبات وباتت له ليلة ... كليلة ذي العائر الأرمد

اللغة: «الإثمد» ضبطه ياقوت بكسر الهمزة والميم، بينهما ثاء مثلثة ساكنة - وذكر أنه اسم موضع، ولم يعينه، وقد ضبطه المجد الفيروزآبادي بفتح الهمزة أو ضمها، وذكر السيد المرتضى أنه نقل فيه الإتمد - بالتاء المثناء بدل المثلثة «الخلي» الرجل الذي خلا من الهموم وبواعثها «ولم ترقد» لم تنم «العائر» القذى في العين، وهو اسم كالكاهل والغارب، وقيل: العائر الرمد، وقيل: هو بثر يكون في جفن العين الأسفل.

المعنى: وصف طول ليله، وأنه يسهر والناس من حوله ينامون، ويأرق والخليون هاجعون.

الإعراب: «بات» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، وأراد به نفسه، ولكنه عبر بضمير الغيبة بعد أن عبر بضمير الخطاب على طريق الالتفات «وباتت» الواو حرف عطف، بات: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث «له» جاء ومجرور متعلق ببات «ليلة» فاعل باتت، مرفوع بالضمة الظاهرة «كليلة» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لليلة، وليلة مضاف و «ذي» مضاف إليه، وذي مضاف و «العائر» مضاف إليه «الأرمد» صفة لذي العائر.

الشاهد فيه: قوله: «وبات، وباتت له ليلة» حيث استعمل «بات» في الموضعين فعلا تاما بمعنى دخل في المبيت، ويقال فيه: بات يبيت ويبات بيتوتة، وقال ابن كيسان:

«يجوز أن يجرى بات مجرى نام، ويجوز أن يجرى مجرى كان» اه. وليس مراده بأنه يجرى مجرى نام أن معناه حين يكون تاما هو معنى نام كما أن معناه حين يكون ناقصا ليس هو معنى كان، ولكن مراده أنه يستعمل تاما كما أن نام فعل تام، ويستعمل ناقصا كما أن كان فعل ناقص.