أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 236 - الجزء 1

  وتقول: «ألا طعام ولو تمرا»، وجوّز سيبويه الرفع بتقدير: ولو يكون عندنا تمر.

  وقلّ الحذف المذكور بدون إن ولو، كقوله:


= اللغة: «بغي» ظلم ومجاوزة للحد، وقال الراغب الأصفهاني «البغي طلب مجاوزة الاقتصاد فيما يتحرى، تجاوزه أو لم يتجاوزه، فتارة يعتبر في القدر الذي هو الكمية، وتارة يعتبر في الوصف الذي هو الكيفية، يقال: بغيت الشيء، إذا طلبت أكثر مما يجب، والبغي على ضربين: أحدهما محمود، وهو تجاوز العدل إلى الإحسان، والثاني مذموم، وهو تجاوز الحق إلى الباطل» اه.

وقول الشاعر في بيت الشاهد «جنوده ضاق عنها السهل والجبل» يريد أن جنده كثيرون وأن أعوانه فوق الحصر والعد.

المعنى: يحذر من عواقب البغي الذميم، ويشير إلى أن مآل الباغي وخيم، وعقباه أليمة مهما يكن من شأنه، ولو أن له جنودا وأعوانا بعدد الرمل والحصى والتراب.

الإعراب: «لا» حرف نهي، مبني على السكون لا محل له «يأمن» فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين «الدهر» مفعول به ليأمن «ذو» فاعل يأمن، مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف و «بغي» مضاف إليه «ولو» الواو عاطفة على محذوف. لو: حرف شرط غير جازم «ملكا» خبر لكان المحذوفة مع اسمها، والتقدير: لو كان الباغي ملكا، وجملة كان واسمها وخبرها هي شرط لو، والجواب محذوف، والتقدير: لو كان الباغي ملكا فلا يأمن الدهر «جنوده» جنود: مبتدأ، وضمير الغائب العائد إلى ملك مضاف إليه «ضاق» فعل ماض «عنها» جار ومجرور متعلق بضاق «السهل» فاعل ضاق «والجبل» الواو حرف عطف، الجبل: معطوف على السهل، وجملة الفعل وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ، والرابط هو الضمير المجرور محلا بعن، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لقوله «ملكا» والرابط هو الضمير المجرور محلا بالإضافة في قوله: «جنوده».

الشاهد فيه: قوله: «ولو ملكا» حيث حذف كان مع اسمها وأبقى خبرها بعد لو الشرطية، وقد بان ذلك بوضوح في إعراب البيت.

ومثله قول الشاعر، وقد أنشده ابن مالك:

علمتك منّانا فلست بآمل ... نداك ولو غرثان ظمآن عاريا