[لا، وشروط إعمالها عمل ليس]
  والصحيح جواز ذكره، كقوله:
  [١٠٨] -
  تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا ... ولا وزر ممّا قضى اللّه واقيا
= اللغة: «صد» أعرض «نيرانها» الضمير راجع إلى الحرب، وقد ذكرها في أبيات سابقة، وأراد من نكل عنها ولم يقتحم لظاها «ابن قيس» نسب نفسه إلى جده الأعلى وإنما هو سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، ومعنى قوله: «أنا ابن قيس» أنا ذلك المشهور بالنجدة الذي طرق سمعك اسمه وعرفت بلاءه.
الإعراب: «من» اسم شرط جازم يجزم فعلين، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ «صد» فعل ماض فعل الشرط مبني على الفتح في محل جزم «عن نيرانها» الجار والمجرور متعلق بصد، ونيران مضاف وضمير الغائب العائد إلى الحرب مضاف إليه «فأنا» الفاء واقعة في جواب الشرط، أنا: ضمير منفصل مبتدأ «ابن» خبر المبتدأ، وابن مضاف و «قيس» مضاف إليه «لا» نافية تعمل عمل ليس «براح» اسم لا، مرفوع بالضمة الظاهرة، وخبرها محذوف، والتقدير: لا براح لي.
الشاهد فيه: قوله: «لا براح» حيث أعمل فيه «لا» عمل ليس، فرفع بها الاسم وهو قوله: «براح» - وحذف خبرها، وقد قدرناه في الإعراب وقد استشهد سيبويه بالبيت مرتين (١/ ٢٨، ٣٥٤) على إجراء لا مجرى ليس في بعض اللغات، وقال المؤلف في شرح الشواهد «وقيل: لا شاهد في البيت على ما ذكر، لجواز كون براح مبتدأ، ورد بأن لا الداخلة على الجمل الاسمية يجب فيها أحد أمرين: إما إعمالها، وإما تكرارها، فلما لم تتكرر في البيت علمنا أنها عاملة، وأجيب على هذا الكلام بأن هذا شعر، والشعر يجوز أن ترد فيه لا غير عاملة ولا متكررة، ورد بأن الأصل أن يجري الكلام على غير الضرورة، وألا يصار إليها إلّا متى تعذر غيرها» اه. بإيضاح يسير.
ولا يجوز لك أن تزعم أن «لا» في هذا البيت عاملة عمل «إن» وأن «براح» اسمها وهو مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف، لأن هذا يكون محتملا لو كانت القوافي ساكنة، فكنت تقدر هذا التقدير، لكن القوافي مرفوعة بالضمة بدليل البيت.
الذي أنشدناه لك عند نسبة البيت إلى قائله، والوقف عليها بإشباع الضمة حتى يتولد عنها واو، وعلى ذلك فلا مناص من أن تكون «لا» عاملة عمل ليس، إذ لم يصح كونها مهملة لما ذكرنا من المناقشة، ولم يصح كونها عاملة عمل إن لهذا السبب.
[١٠٨] - هذا بيت من الطويل، وهذا البيت من الشواهد التي لم يذكروا لها قائلا معينا.
اللغة: «تعز» من العزاء، وهو التصبر والتسلي على المصائب «وزر» هو الملجأ، =