هذا باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر
  فارتفاع «مجير» على الابتداء، أو على الفاعلية، والتقدير: حين لات له مجير، أو يحصل له مجير، و «لات» مهملة؛ لعدم دخولها على الزمان، ومثله قوله:
  [١١٠] -
  لات هنّا ذكرى جبيرة
= مستقيم؛ لأن «لات» لا تعمل إلّا في أسماء الأحيان، سواء أكانت من لفظ الحين أم من معناه، فإذا ورد بعدها اسم من غير أسماء الأحيان كانت مهملة لا عمل لها، وكان الاسم المرفوع فاعلا بفعل محذوف كما قدرناه في الإعراب، أو كان مبتدأ خبره محذوف، والتقدير هنا على هذا الوجه: حين لات مجير له، والوجه الأول أولى، لأن «حين» مضافة إلى الجملة التي صدرت بلات، فلو قدرت المرفوع مبتدأ كانت الجملة اسمية، وإذا قدرت المرفوع فاعلا بفعل محذوف كانت الجملة فعلية، والأصل أن أسماء الزمان تضاف إلى الجمل الفعلية كما أوضحناه قريبا، ومن أجل هذا قلنا: إن تقدير «مجير» فاعلا بفعل محذوف أولى من تقديره خبرا لمبتدأ محذوف.
ومن هنا تعلم أن «لات» لا يذكر بعدها طرفا الإسناد جميعا، سواء أكانت عاملة أم كانت مهملة، وإنما يقتصر في الذكر معها على أحد جزأي الإسناد (واقرأ شرح الشاهد الآتي).
[١١٠] - هذه قطعة من بيت من الخفيف، وهو بكماله:
لات هنّا ذكرى جبيرة أم من ... جاء منها بطائف الأهوال
وهذا البيت للأعشى الأكبر ميمون بن قيس:
اللغة: «هنا» بفتح الهاء وتشديد النون - في الأصل اسم إشارة إلى المكان، وقد أخرجه جماعة إلى الزمان «ذكرى» تذكر «جبيرة» اسم امرأة، وقد روي بضم الجيم مصغرا، وروي بفتح الجيم وكسر الباء مكبرا «طائف» هو الذي يطرق ليلا، وأراد بمن جاء منها بطائف الأهوال خيالها الذي يطرقه عند نومه «الأهوال: جمع هول، وهو الخوف، وكأنه رآها وهي غضبى ففزع.
المعنى: ليس هذا المكان الذي تقيم فيه مكانا تذكر فيه حبيبتك، أو تذكر خيالها الذي يفزعك ويخيفك.
الإعراب: «لات» حرف نفي مهمل لا عمل له «هنا» ظرف مكان، أو زمان متعلق بذكرى الآتي «ذكرى» مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وذكر مضاف و «جبيرة» مضاف إليه من إضافة المصدر إلى مفعوله، وخبر المبتدأ محذوف، وكأنه قد قال: لات ذكراك جبيرة في هذا المكان أو في هذا الزمان جائزة «أو» حرف =