أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 267 - الجزء 1

  وقوله:

  [١١٦] -

  ولكنّ أجرا لو فعلت بهيّن


= جوازا تقديره هي يعود إلى أم جندب، وما المصدرية مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بمجرب الآتي، ويجوز أن تكون «ما» اسما موصولا في محل جر بمن، وتكون جملة «أحدثت» لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد من جملة الصلة إلى الموصول محذوف، والتقدير: من الذي أحدثته، ومعنى من على كل حال التعليل «بالمجرب» الباء حرف جر زائد، والمجرب: خبر إن، مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة من إن واسمها وخبرها في محل جزم جواب الشرط.

الشاهد فيه: قوله: «بالمجرب» حيث زاد الباء الجارة في خبر إن، وهذا إنما يتم على جعل «المجرب» اسم فاعل. وكأنه قد قال؛ فإنك الذي جرب ما أحدثته أم جندب.

ومن العلماء من جعل «المجرب» بفتح الراء مشددة على أنه اسم مكان من التجربة وعلى ذلك تكون الباء حرف جر أصلي، وهي مع مجرورها تتعلق بمحذوف خبر إن، كأنه قد قال؛ فإنك كائن بمكان التجربة.

ومنهم من أبقى «المجرب» مكسور الراء مشددة على أنه اسم فاعل، وجعل الباء حرف جر أصلي معناه التشبيه، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر إن أيضا، وكأنه قد قال؛ فإنك كائن مثل الشخص المجرب لها ولأفعالها. فاعرف ذلك وتدبره.

[١١٦] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

وهل ينكر المعروف في النّاس والأجر

وقد أنشد أبو علي الفارسي وأبو الفتح بن جني هذا البيت، ولم ينسباه إلى قائل معين، وقد بحثت طويلا فلم أعثر له على نسبة إلى قائل معين، ولم أقف له على سوابق أو لواحق تتصل به.

اللغة: «هين» بفتح الهاء وتشديد الياء - سهل خفيف، وأصله هيون - بياء ساكنة وواو مكسورة - لأنه من هان يهون، فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، ومثله سيد وميت.

الإعراب: «لكن» حرف استدراك ونصب «أجرا» اسم لكن «لو» حرف شرط غير جازم «فعلت» فعل: فعل ماض، وتاء المخاطبة فاعله، وهذه الجملة شرط لو، وجوابها =