أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب أفعال المقاربة

صفحة 275 - الجزء 1

  وقوله:

  [١٢١] -

  وأسقيه حتّى كاد ممّا أبثّه ... تكلّمني أحجاره وملاعبه


= وقد تخلص العلماء من هذا الظاهر، وجعلوا فاعل يثقلني ضميرا مستترا يعود إلى اسم جعل، وكان حقه أن يقول «أثقل» لأن الاسم ضمير المتكلم وحرف المضارعة الموضوع له هو الهمزة، لكنه أبدل من الضمير المتصل قوله «ثوبي» فلما أراد إعادة الضمير من الخبر أعاده إلى البدل لا إلى المبدل منه، وأصل الكلام: وقد جعلت ثوبي يثقلني، فالتاء اسم جعل، وثوبي بدل منه، وجملة يثقلني في محل نصب خبر جعل، والضمير المستتر الذي هو فاعل يثقل عائد إلى ثوبي، وفي هذه اللمحة الكفاية والمقنع. وتمام الكلام في شرحنا على الأشموني.

[١٢١] - هذا بيت من الطويل من كلمة طويلة لذي الرمة - غيلان بن عقبة - ومطلع هذه الكلمة قوله:

وقفت على ربع لميّة ناقتي ... فما زلت أبكي عنده وأخاطبه

اللغة: «وقفت» تقول: وقفت الناقة تقف وقوفا، ووقفتها أنا أقفها، فهو لازم ومتعد بصيغة واحدة، وهو في البيت متعد «ربع» الربع - بفتح الراء وسكون الباء - الدار حيث كانت «أسقيه» بضم الهمزة - أدعو له بالسقيا، أي: أقول سقاك اللّه «أبثه» أظهر له من بثي، والبث - بفتح الباء - الحزن «ملاعبه» الملاعب: جمع ملعب - بفتح الميم والعين المهملة بينهما لام ساكنة - وهو مكان اللعب.

الإعراب: «وأسقيه» الواو حرف عطف، أسقي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، وضمير الغائب العائد إلى الربع مفعول به مبني على الكسر في محل نصب «حتى» حرف غاية وجر بمعنى إلى «كاد» فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الربع «مما» جار ومجرور متعلق بقوله تكلمني الآتي «أبثه» أبث: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والهاء ضمير الغائب العائد إلى الربع مفعول به، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول المجرورة محلا بمن، والعائد ضمير منصوب بأبث على أنه مفعول ثان له، والتقدير: مما أبثه إياه، ويجوز أن تكون ما موصولا حرفيا فهي ومدخولها في تأويل مصدر مجرور بمن، والتقدير: من بثي إياه «تكلمني» تكلم: فعل مضارع والنون =