هذا باب أفعال المقاربة
  فثوبي وأحجاره بدلان من اسمي جعل وكاد، ويجوز في «عسى» خاصة أن ترفع السببيّ(١)، كقوله:
  [١٢٢] -
  وما ذا عسى الحجّاج يبلغ جهده
= للوقاية، وياء المتكلم مفعول به «أحجاره» ظاهر الأمر أن «أحجار» فاعل تكلم، وضمير الربع مضاف إليه «وملاعبه» الواو عاطفة، وملاعب: معطوف على أحجاره، والضمير مضاف إليه، وجملة «تكلمني أحجاره» من الفعل وفاعله في محل نصب خبر كاد، ولكن هذا الظاهر غير مستقيم، وستعرف وجه ذلك في بيان الاستشهاد بالبيت، إن شاء اللّه.
الشاهد فيه: قوله «كاد تكلمني أحجاره» حيث وقع فيه ما ظاهره أن المضارع الواقع خبرا لكاد قد رفع السببي، وهو الاسم الظاهر المضاف إلى ضمير الاسم.
وهذا الظاهر غير مرضي كما ذكرناه في الإعراب وفي شرح الشاهد السابق، وتوجيه الشاهد على ما يطابق الصحيح المرضي أن يجعل «أحجاره» بدلا من الضمير المستتر في «كاد» العائد إلى الربع، و «تكلمني» فيه ضمير مستتر عائد إلى أحجار؛ لأن الارتباط بين البدل والمبدل منه يسوغ عود الضمير إلى البدل في حال إرادة المبدل منه وأصل الكلام: كاد «هو» أحجاره تكلمني.
(١) المراد بالسببي الاسم الظاهر المضاف إلى ضمير يعود على الاسم المرفوع بعسى، وانظر إلى قوله «جهده» في رواية الرفع تجده اسما مرفوعا بعسى ظاهرا مضافا إلى ضمير يعود إلى الحجاج وهو المرفوع بعسى.
[١٢٢] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
إذا نحن جاوزنا حفير زياد
وقد نسب العيني هذا البيت للفرزدق، وتبعه على ذلك الشيخ خالد، وليس ذلك بصحيح، ولا هو مروي في شعره، والصواب - كما قال ياقوت الرومي - إن البيت للبرج التميمي، وكان الحجاج بن يوسف قد ألزمه البعث إلى المهلب بن أبي صفرة لقتال الأزارقة، فهرب منه إلى الشام.
اللغة: «حفير زياد» هو موضع على خمس ليال من البصرة.
المعنى: ينكر أن يكون للحجاج يد تناله بضر، أو سلطان يقهره، إذا هو جاوز حدود ولايته.
الإعراب: «ماذا» كلها اسم استفهام مبتدأ، وزعم الكسائي أن «ما» وحده اسم استفهام =