هذا باب أفعال المقاربة
  يروى بنصب «جهده» ورفعه.
  الثاني: أن يكون مضارعا، وشذّ في «جعل» قول ابن عباس ®:
  «فجعل الرّجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا»(١).
= مبتدأ، و «ذا» وحده اسم موصول خبر المبتدأ، وليس بشيء «عسى» فعل ماض دال على الطمع والإشفاق مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر لا محل له من الإعراب «الحجاج» اسم عسى مرفوع بالضمة الظاهرة «يبلغ» فعل مضارع «جهده» جهد: يروى مرفوعا ومنصوبا، فعلى الرفع هو فاعل يبلغ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى الحجاج مضاف إليه، هذا على رواية الرفع، فأما على رواية النصب ففاعل يبلغ ضمير مستتر يعود إلى الحجاج، وجهد مفعول به، والضمير العائد إلى الحجاج مضاف إليه «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان متعلق بقوله يبلغ «نحن» ضمير منفصل فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، وجملة الفعل المحذوف وفاعله في محل جر بإضافة إذا إليها «جاوزنا» فعل ماض وفاعله «حفير» مفعول به لجاوز، وحفير مضاف و «زياد» مضاف إليه، وجملة الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب مفسرة.
الشاهد فيه: قوله «عسى الحجاج يبلغ جهده» والنحاة يستشهدون بهذه الجملة على شيئين: أحدهما - وليس هو مقصد المؤلف العلامة في هذا الموضع - في قوله «يبلغ» حيث جاء خبر عسى فعلا مضارعا غير مقترن بأن المصدرية. وثانيهما - وهو المقصود للمؤلف - في قوله «يبلغ جهده» على رواية الرفع حيث رفع المضارع الواقع خبرا لعسى اسما ظاهرا مضافا إلى ضمير عائد إلى اسم عسى، وهذا جائز في هذا الفعل وحده من دون سائر أخواته.
وخالف في هذا الموضوع العلامة أبو حيان في كتابه «النكت الحسان» حيث ذهب إلى التسوية بين عسى وغيرها من أفعال الباب، ومنع في جميع هذه الأفعال أن يكون فاعل الفعل المضارع الواقع خبرا لهن غير الضمير العائد إلى الاسم، وكأنه ينكر رواية رفع «جهده» في هذا البيت، ولكن متى ثبتت الرواية عن العلماء الأثبات فإنها تدل على صحة ما ذهب إليه الجمهرة من العلماء، وبها يبطل ما ذهب إليه، كذا قيل، ولأبي حيان أن يؤول البيت بمثل ما أول النحاة به البيتين السابقين، فيجعل «جهده» بدلا من ضمير مستتر في «يبلغ» تقديره هو يعود إلى الحجاج، فاعرف ذلك وتأمله.
(١) أنت تعرف أن «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان، وتعرف - مع ذلك - أنها تضاف إلى شرطها وهو الجملة التالية لها، وتنصب بجوابها وهو الجملة الواقعة بعد الشرط، فإذا =