أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: هذه الأفعال ملازمه للماضي إلا أربعة]

صفحة 286 - الجزء 1

  و «كرب» قاله جماعة، وأنشدوا عليه:

  [١٣٠] -

  أبنيّ إنّ أباك كارب يومه


= ساكنة لينة «عوارها» قذاها «تشرى» تلج «حثحثتها» حركتها «المراود» جمع مرود - بزنة منبر - وهو ما يحمل به الكحل إلى العين «أسى» حزنا وشدة لوعة «الرجام» بالراء المهملة المكسورة والجيم: موضع بعينه، ويصحفه جماعة بالزاي والحاء المهملة.

الإعراب: «أموت» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره أنا «أسى» مفعول لأجله، ويجوز أن يكون حالا بتقدير «آسيا» أي حزينا «يوم» منصوب على الظرفية الزمانية وناصبه «أموت» ويوم مضاف إليه و «الرجام» مضاف إليه «وإنني» إن:

حرف توكيد ونصب، والياء اسمها «يقينا» مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره «أوقن يقينا» «لرهن» اللام مؤكدة، ورهن: خبر إن «بالذي» جار ومجرور متعلق برهن «أنا» مبتدأ «كائد» خبره، والجملة لا محل لها صلة الموصول، والعائد إلى الموصول ضمير محذوف منصوب بفعل محذوف تقع جملته في محل نصب خبرا لكائد من حيث نقصانه، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا، وتقدير الكلام: بالذي أنا كائد ألقاه.

الشاهد فيه: قوله «كائد» - بهمزة بعد ألف فاعل منقلبة عن واو - حيث استعمل الشاعر اسم الفاعل من «كاد». هذا توجيه كلام الناظم العلامة. وقد تبع فيه قوما من النحاة.

وقيل: إن الصواب أنه «كابد» بالباء الموحدة من المكابدة، فلا شاهد فيه، وهو الذي صوبه فيما يلي العلامة المؤلف.

[١٣٠] - هذا صدر بيت من الكامل، وعجزه قوله:

فإذا دعيت إلى المكارم فاعجل

وهذا البيت من كلام عبد قيس بن خفاف البرجمي، أحد بني حنظلة، وبعده قوله:

أوصيك إيصاء امرئ لك ناصح ... طبن بريب الدّهر غير مغفّل

اللغة: «أبني» هو تصغير ابن مضاف إلى ياء المتكلم، وقد دخلت عليه همزة النداء، وأصله الأصيل قبل الإضافة بنيو، فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء، ثم أضيفت إلى ياء المتكلم فاجتمع ثلاث ياءات، فحذفت الثانية منهن التي هي لام الكلمة، ولم تحذف الأولى لأنها ياء التصغير وقد أتى بها لغرض خاص، ولم تحذف الثالثة التي هي ياء المتكلم لأنها كلمة برأسها، ويروى في مكان هذه الكلمة «أجبيل» وهو اسم ابنه، وأصله تصغير جبل «كارب يومه» =