هذا باب أفعال المقاربة
  و «أوشك»، كقوله:
  [١٣١] -
  فإنّك موشك أن لا تراها
= يريد أن يوم وفاته قد دنا وأن أجله قد انتهى «إلى المكارم» المكارم: جمع مكرمة - بضم الراء المهملة - وهي الخصلة من خصال الكرم، ويروى في مكانه «إلى العظائم» والعظائم: جمع عظيمة «فاعجل» لا تتوان ولا تسوف، بل أجب الداعي سريعا.
ويروى في مكانه «فارحل» وهو قريب منه «طبن» بفتح الطاء وكسر الباء الموحدة وبعدها نون - وهو الحاذق البصير بالأمور الخبير بعواقبها، ويروى في مكانه «طب» بتشديد الباء - وهو بمعناه «ريب الدهر» حوادثه.
الإعراب: «أبني» الهمزة للنداء، بني: منادى منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بسكون الإدغام، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر «إن» حرف توكيد ونصب «أباك» أبا: اسم إن، وكاف المخاطب مضاف إليه «كارب» خبر إن، وكارب مضاف إليه ويوم من «يومه» مضاف إليه، ويوم مضاف وضمير الغائب مضاف إليه «فإذا» ظرف تضمن معنى الشرط «دعيت» دعي: فعل ماض مبني للمجهول، وتاء المخاطب نائب فاعله «إلى المكارم» جار ومجرور متعلق بدعي، وجملة الفعل ونائب الفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها «فاعجل» الفاء واقعة في جواب إذا، اعجل، فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب إذا.
الشاهد فيه: قوله: «كارب» حيث زعم جماعة أنه اسم فاعل من كرب الناقصة التي ترفع الاسم وتنصب الخبر، وعليه فإضافة كارب إلى يومه من إضافة اسم الفاعل إلى ظرفه، وفي كارب ضمير مستتر عائد إلى «أباك» وهذا الضمير المستتر هو اسمه، وخبره محذوف، وأصل الكلام «إن أباك كارب (هو) في يومه يموت».
وقد أنكر جمهرة العلماء - وتبعهم المصنف - هذا الذي ذهب إليه هؤلاء، وذكروا أن كاربا في البيت اسم فاعل لكرب التامة، فليس يحتاج إلى اسم وخبر، بل هو محتاج إلى فاعل فحسب، وفاعله هو قوله «يومه» فتكون إضافته إليه من إضافته اسم الفاعل إلى فاعله.
[١٣١] - هذا صدر بيت من الوافر، وعجزه قوله:
وتعدو دون غاضرة العوادي
والبيت من قصيدة لكثير بن عبد الرحمن المعروف بكثير عزة، وهو يشبب في هذه القصيدة بغاضرة جارية أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان أخت عمر بن عبد العزيز =