أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يجوز الوجهان في تسعة مواضع]

صفحة 303 - الجزء 1

  كما قال اللّه تعالى: {وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ}⁣(⁣١)، أي فهو يؤوس.

  (٢) الثاني: أن تقع بعد «إذا» الفجائية، كقوله:

  [١٣٤] -

  إذا أنّه عبد القفا واللّهازم


= والتقدير: فالغفران والرحمة حاصلان، والثالث أن يكون ما بعد الفاء خبرا لمبتدأ محذوف للعلم به، والتقدير: فجزاؤه الغفران والرحمة، أو فالحاصل له الغفران والرحمة، وعلى الوجهين الثاني والثالث يلزمك فتح همزة أن، ومما يدل على صحة الوجهين الثاني والثالث أنه قد ورد في أفصح الكلام وقوع اسم مفرد بعد فاء الجزاء مع علمنا أن الجواب لا يكون إلّا جملة، فلا بد أن يكون الجزاء الآخر من الجملة محذوفا للعلم به، فليكن هذا هكذا.

(١) سورة فصلت، الآية: ٤٩.

[١٣٤] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

وكنت أرى زيدا كما قيل سيّدا

وهذا البيت من شواهد سيبويه التي لم ينسبوها، وقال سيبويه قبل أن ينشده (١/ ٤٢٢): «وسمعت رجلا من العرب ينشد هذا البيت كما أخبرك به» اه.

اللغة: «اللهازم» جمع لهزمة - بكسر اللام والزاي - وهي طرف الحلق، ويقال: هي عظم ناتئ تحت الأذن، وقوله «عبد القفا واللهازم» كناية عن الخسة والدناءة والذلة، وذلك لأن القفا موضع الصفع، واللهزمة موضع اللكز، فأنت إذا نظرت إلى هذين الموضعين منه اتضح لك أنه يضرب على قفاه ولهزمته، وليس يضرب على قفاه ولهزمته غير العبد؛ فتعرف من ذلك عبوديته وذلته ودناءته.

المعنى: كنت أظن زيدا سيدا كما قيل، فإذا هو يتبين لي من أمره أنه ذليل خسيس.

الإعراب: «كنت» كان: فعل ماض ناقص، والتاء اسمه «أرى» بزنة المبني للمجهول ومعناه أظن - فعل مضارع. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «زيدا» مفعوله الأول «كما» الكاف جارة، وما: مصدرية «قيل» فعل ماض مبني للمجهول، وما المصدرية مع مدخولها في تأويل مصدر مجرور بالكاف: أي كقول الناس، والجار والمجرور متعلق بمحذوف نعت لمصدر محذوف يقع مفعولا مطلقا، والتقدير: ظنا موافقا قول الناس «سيدا» مفعول ثان لأرى، والجملة من «أرى» وفاعلها ومفعوليها في محل نصب خبر كان «إذا» فجائية «إنه» إن: حرف توكيد ونصب، والهاء اسمه «عبد» =