أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 304 - الجزء 1

  فالكسر على معنى فإذا هو عبد القفا، والفتح على معنى فإذا العبوديّة، أي:

  حاصلة، كما تقول: خرجت فإذا الأسد.

  (٣) الثالث أن تقع في موضع التعليل، نحو: {إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}⁣(⁣١)، قرأ نافع والكسائيّ بالفتح على تقدير لام العلة، والباقون بالكسر على أنه تعليل⁣(⁣٢) مستأنف، ومثله {صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}⁣(⁣٣)، ومثله:

  «لبّيك؛ إنّ الحمد والنّعمة لك».

  (٤) الرابع: أن تقع بعد فعل قسم ولا لام بعدها، كقوله:


= خبره، وعبد مضاف و «القفا» مضاف إليه «اللهازم» معطوف على القفا.

الشاهد فيه: قوله «إذا أنه» حيث يجوز في همزة «إن» الوجهان: الفتح، والكسر.

فأما الفتح فعلى تقديرها مع معموليها بالمفرد، وإن كان هذا المفرد محتاجا إلى مفرد آخر لتتم بهما جملة على الراجح عند الناظم من أن «إذا» حرف لا ظرف.

وأما الكسر فلتقديرها مع معموليها جملة وهي في ابتدائها.

قال سيبويه: «فحال إذا ههنا كحالها إذا قلت: إذا هو عبد القفا واللهازم، وإنما جاءت إن ههنا لأنك هذا المعنى أردت، ولو قلت: مررت فإذا أنه عبد، تريد مررت به فإذا العبودية واللؤم، كأنك قلت: مررت فإذا أمره العبودية واللؤم، ثم وضعت إن في هذا الموضع - جاز» اه.

وقال الأعلم: «الشاهد فيه جواز فتح إن وكسرها بعد إذا، فالكسر على نية وقوع المبتدأ والخبر بعد إذا، والتقدير: إذا هو عبد القفا، والفتح على تقدير المصدر المبتدأ والإخبار عنه بإذا، والتقدير فإذا العبودية، وإن شئت قدرت الخبر محذوفا، على تقدير: فإذا العبودية شأنه» اه.

(١) سورة الطور، الآية: ٢٨.

(٢) المراد أنك إذا فتحت همزة أن الواقعة في موقع العلّة كان المصدر المنسبك منها ومن معموليها مجرورا بحرف جر محذوف دال على التعليل، وأنت تعلم أن المجرور بحرف الجر لا يكون إلّا مفردا، والتقدير: لكونه برا رحيما، وإذا كسرت الهمزة كانت جملة جيء بها لتعليل ما قبلها، وأنت تعلم أن التعليل يكون بالمصدر كما في المفعول لأجله، ويكون كذلك بالجمل، فلا عجب أن يجوز الوجهان.

(٣) سورة التوبة، الآية: ١٠٣.