أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: تدخل لام الابتداء على أربعة أشياء]

صفحة 308 - الجزء 1

[فصل: تدخل لام الابتداء على أربعة أشياء]

  فصل: وتدخل لام الابتداء بعد «إنّ» المكسورة على أربعة أشياء:

  أحدها: الخبر، وذلك بثلاثة شروط: كونه مؤخرا، ومثبتا، وغير ماض، نحو: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ}⁣(⁣١)، {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ}⁣(⁣٢)، {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ}⁣(⁣٣)، {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ}⁣(⁣٤)، بخلاف، {إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا}⁣(⁣٥)، ونحو:

  {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً}⁣(⁣٦)، وشذّ قوله:


(١) سورة إبراهيم، الآية: ٣٩.

(٢) سورة النمل، الآية: ٧٤.

(٣) سورة القلم، الآية: ٤.

(٤) سورة الحجر، الآية: ٢٣.

وقد شمل ما استوفى الشروط خمسة أنواع، الأول أن يكون الخبر اسما مفردا مؤخرا ومثاله {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعاءِ} والثاني أن يكون الخبر جملة فعلية فعلها مضارع، ومثاله {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ} والثالث أن يكون الخبر جارا ومجرورا، ومثاله {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} والرابع أن يكون ظرفا، نحو «إن زيدا لعندك» ويجب أن تقدر متعلق الظرف والجار والمجرور اسما، ولا يجوز لك أن تقدر المتعلق استقر، لأنه فعل ماض، وستعلم أن معمول الفعل الماضي لا يجوز دخول اللام عليه، والخامس أن يكون الخبر جملة اسمية، ومثاله {إِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ} فإن «نحن» مبتدأ، وجملة «نحيي» في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر إن، وفي هذا الموضع الخامس يجوز لك أن تدخل اللام على أول الجزأين وهو المبتدأ كما في الآية الكريمة، ويجوز لك أن تدخل اللام على الجزء الثاني وهو الخبر نحو «إن زيدا وجهه لحسن» وقد أنكر الرضي دخول اللام على الخبر، ولكن ابن مالك حكى جوازه، مع أن الأولى عنده دخول اللام على المبتدأ كما في الآية الكريمة، وإنما دخلت اللام على الخبر المفرد لأنه أشبه المبتدأ، ودخلت على الفعل المضارع لأنه أشبه الاسم، ودخلت على الظرف والجار والمجرور لأنهما في حكم الاسم ولذلك أوجبوا أن تجعلهما هما الخبر أو تعلق كلّا منهما باسم، ودخلت على الجملة الاسمية لأنها مبتدأ وخبر، ولام الابتداء لا تدخل على خبر المبتدأ، ولهذا كان الأولى اقترانها بمبتدأ الجملة الخبرية الواقعة خبرا لأن.

(٥) سورة المزمل، الآية: ١٢.

(٦) سورة يونس، الآية: ٤٤.