هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر
  «لكنّ»، نحو: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}(١)، وقوله:
  [١٤٠] -
  فإنّ لنا الأمّ النّجيبة والأب
= إن الذي أصله مبتدأ وبين الجملة الواقعة خبرا هو إعادة المبتدأ بمرادفه، ولهذا نظائر كثيرة، ومتى احتملت الآية غير ما ذكره لم يتم له ما أراد من الاستدلال.
(١) سورة التوبة براءة، الآية: ٣.
[١٤٠] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
فمن يك لم ينجب أبوه وأمّه
وقد أنشد أبو علي الفارسي هذا البيت ولم ينسبه إلى قائل معين، ولم نقف له على نسبة إلى قائل معروف، ولا عثرنا له على سوابق أو لواحق تتصل به.
اللغة: «النجيبة» أراد التي تلد الأولاد النجباء، وأهل اللغة يقولون: إن الفعل من هذا المعنى: أنجب، والوصف منه: منجب ومنجاب، وقال ابن منظور: «أنجبت المرأة فهي منجبة ومنجاب: ولدت النجباء، ونسوة مناجيب، وكذلك الرجل، يقال: أنجب الرجل، ويقال: أنجب الرجل والمرأة، إذا ولدا ولدا نجيبا، أي كريما» اه. فأما النجيبة في بيت الشاهد فيمكن تصحيحه على أحد وجهين، أولهما: أنه أراد أن يقول «فإن لنا الأم النجيبة أولادها» فحذف المضاف - وهو الأولاد - وأقام المضاف إليه - وهو ضمير الغائبة - مقامه، فارتفع واستتر، وثانيهما: أن يكون قد بناه على فعيلة بعد أن حذف زوائد أنجب ضرورة.
المعنى: يمدح نفسه وقومه بأنهم نجباء كرماء، إذا لم يكن في الناس نجيب كريم ويقول: إذا كان الآباء والأمهات غير مناجيب وكانوا إنما يولد لهم لئام الأولاد، فليس أبونا وأمنا من هؤلاء الآباء والأمهات، بل نحن أبناء الرجال المناجيب والنساء المناجيب.
الإعراب: «فمن» اسم شرط جازم مبتدأ: مبني على السكون في محل رفع «يك» فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بسكون النون المحذوفة للتخفيف، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على اسم الشرط «لم ينجب» جازم ومجزوم «أبوه» أبو: فاعل ينجب، وضمير الغائب مضاف إليه «وأمه» الواو حرف عطف، أم: معطوف على الأب، وضمير الغائب مضاف إليه، وجملة الفعل المضارع المجزوم بلم وفاعله في محل نصب خبر يك «فإن» الفاء واقعة في جواب الشرط، إن: حرف توكيد ونصب «لنا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن تقدم على اسمها «الأم» اسم إن منصوب =