هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر
  وقوله:
  [١٤١] -
  ولكنّ عمّي الطّيّب الأصل والخال
= بالفتحة الظاهرة «النجيبة» صفة للأم «والأب» الواو حرف عطف، الأب: معطوف على الضمير المستتر في الجار والمجرور الواقع خبرا لأن، أو هو مبتدأ وخبره محذوف، والجملة معطوفة على جملة إن واسمها وخبرها، وتقدير الكلام على هذا: ولنا الأب النجيب، وجملة إن واسمها وخبرها في محل جزم جواب الشرط، وظاهر عبارة الكتاب كالنظم أن «الأب» معطوف على محل «الأم» عطف مفرد على مفرد.
الشاهد فيه: قوله: «والأب» حيث عطفه بالرفع على محل اسم إن المنصوب بعد أن جاء بخبر إن وهو «لنا».
واعلم أن ظاهر عبارة ابن مالك في النظم، وظاهر عبارة المؤلف ههنا تبعا له: أن هذا الاسم المرفوع معطوف على محل اسم إن المنصوب، ولكنا أعربنا البيت على غير هذا الظاهر، وجعلنا المرفوع إما معطوفا على مرفوع وهو الضمير المستتر في «لنا» عطف مفرد على مفرد، وإما مرفوعا بالابتداء، وخبره محذوف، والجملة معطوفة بالواو على جملة إن واسمها وخبرها، وإنما فعلنا ذلك لنوافق مذهب الجمهرة من النحاة ومذهب ابن مالك نفسه الذي حكاه في شرح التسهيل وانتصر له - وإن كان ظاهر عبارته في الألفية وفي متن التسهيل يفيد أن الاسم المرفوع الواقع بعد خبر إن معطوف على اسم إن عطف مفرد على مفرد.
وسنذكر مذاهب العلماء في شرح الشاهد الآتي، وسنذكر لك عبارتي ابن مالك، ونبين لك ما يفيده ظاهرها، وما ينبغي أن تحمل عليه.
[١٤١] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
وما قصّرت بي في التّسامي خؤولة
وقد أنشد أبو الفتح هذا البيت ولم يعزه إلى قائل معين. وقد بحثت فلم أعثر له على نسبة إلى قائل معين، وقد أنشدوا قبله قوله:
وما زلت سبّاقا إلى كلّ غاية ... بها يبتغى في النّاس مجد وإجلال
اللغة: «سباقا» هو صيغة مبالغة من السبق، وهو أن تتقدم غيرك وتفوز عليه «غاية» أراد بها نهاية المفاخر والمراتب «يبتغى» يطلب «مجد» المجد: الكرم «إجلال» هو التعظيم «التسامي» التعاظم والتعالي، وأراد به العراقة في النسب. ويروى في مكانه «المعالي» «خؤولة» الأظهر أنه في معنى المصدر، يقال: بين فلان وفلان خؤولة، ومثله: =