أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 326 - الجزء 1


= ووقع في ديوان جران العود (دار الكتب ص ٥٢) رجز صورته هكذا:

قد ندع المنزل يا لميس ... يعتسّ فيه السّبع الجروس

الذّئب أو ذو لبد هموس ... وبلدة ليس بها أنيس

إلا اليعافير وإلّا العيس ... وبقر ملمّع كنوس

كأنّما هنّ الجواري الميس

اللغة: «لميس» اسم امرأة «يعتسّ» يطلب ما يأكل «الجروس» بزنة صبور - هو الشديد الصوت «الذئب» بدل من السبع الجروس «ذو لبد» يعني به الأسد، واللبد - بكسر اللام وفتح الباء - جمع لبدة، وهي ما بين كتفي الأسد من الشعر «هموس» هو الخفيف الوطء «ليس بها أنيس» يريد ليس بها إنسان «العيس» جمع أعيس أو عيساء، وهي التي يخالط بياضها شيء من الشقرة، وهي من كرائم الإبل «ملمع» فيه لمع بياض وسواد «كنوس» داخلة في كناسها، والكناس - بزنة الكتاب - بيت الظبي في وسط الشجر «الجواري» جمع جارية «الميس» جمع ميساء، وهي التي تتبختر في مشيتها.

الإعراب: «يا» حرف تنبيه، أو حرف نداء والمنادى به محذوف، والتقدير: يا هذه «ليتني» ليت: حرف تمن ونصب، والنون للوقاية، وياء المتكلم اسم ليت «وأنت» الواو واو الحال، أنت: مبتدأ، وخبره محذوف، والتقدير: وأنت معي، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال، وذهب الفراء إلى أن الواو عاطفة، وأنت: معطوف على ياء المتكلم الواقعة اسم ليت، وستعرفه في بيان الاستشهاد بالبيت «يا» حرف نداء «لميس» منادى مبني على الضم في محل نصب «في بلدة» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليت «ليس» فعل ماض ناقص «بها» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليس مقدم على اسمه «أنيس» اسم ليس مؤخر عن الخبر، والجملة من ليس واسمه وخبره في محل جر صفة لبلدة.

الشاهد فيه: قوله: «وأنت» بكسر التاء - فإنه ضمير رفع على ما هو معلوم، وقد زعم الفراء أنه معطوف على اسم «ليت» المنصوب محلا وهو ياء المتكلم، وعنده أن ذلك يدل على ما ذهب إليه من تسوية «ليت» بلكن وإن وأن في جواز العطف بالرفع على أسمائهن.

وهو عند الجمهور غير مسلم؛ لأنهم قدروا «أنت» مبتدأ حذف خبره للعلم به من المقام، والتقدير «وأنت معي» وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال، وهذه الجملة الحالية قد اعترضت بين «ليت» مع اسمها وخبرها الذي هو متعلق الجار =