[فصل: تخفف كأن فيبقى عملها أيضا]
  وقوله:
  [١٥١] -
  كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم
= البيت بسببه أن يكون «خلب» تمييزا، على الراجح، لأن التمييز منصوب، والمنصوب لا وقف عليه بنقل الحركة، ومن أجاز ذلك - وهم الكوفيون والأخفش - لا يمتنع على مذهبهم جعله تمييزا كما تجعل حديدا في قولك: «هذا خاتم حديدا».
الإعراب: «كأن» حرف تشبيه ونصب مخفف من المثقل «وريديه» اسم كأن منصوب بالياء المفتوح ما قبلها تحقيقا المكسور ما بعدها تقديرا لأنه مثنى، وضمير الغائب مضاف إليه «رشاء» خبر كأن مرفوع بالضمة الظاهرة «خلب» صفة لرشاء مرفوعة بضمة مقدرة على آخرها منع من ظهورها سكون الوقف.
الشاهد فيه: قوله: «كأن وريديه رشاء» حيث خفف «كأن» وذكر اسمها وخبرها جميعا، وجاء بخبرها مفردا: أي غير جملة كما هو معلوم، وكل ذلك جائز في «كأن» من غير ضرورة ولا شذوذ، بخلاف «أن» التي يجب عند الجمهور في اسمها ألا يكون مذكورا، وفي خبرها أن يكون جملة، كما عرفت فيما تقدم.
[١٥١] - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
ويوما توافينا بوجه مقسّم
وهذا البيت من كلام أرقم بن علباء - وقيل: علباء بن أرقم اليشكري ويقال هو من كلام باغث بن صريم اليشكري. وباغث: بموحدة وغين معجمة آخره ثاء مثلثة، وصريم:
بضم أوله على زنة المصغر.
اللغة: «توافينا» تجيئنا وتزورنا «وجه مقسم» جميل حسن «تعطو» تناول «وارق السلم» أي شجر السلم المورق، من إضافة الصفة إلى الموصوف، السلم: شجر العضاه.
الإعراب: «يوما» ظرف زمان منصوب بقوله توافينا الآتي «توافينا» توافي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي، ونا: مفعول به لتوافي «بوجه» جار ومجرور متعلق بتوافي «مقسم» صفة لوجه «كأن» حرف تشبيه ونصب مخفف من المثقل «ظبية» يروى بالرفع وبالنصب وبالجر، فأما رواية الرفع فعلى أن اسم كأن محذوف وظبية خبر كأن، والتقدير: كأنها ظبية، وأما رواية النصب فعلى أن ظبية اسم كأن، وخبره محذوف، وقد قدر قوم الكلام على هذا الوجه: كأن ظبية هذه المرأة، وهو من باب التشبيه المقلوب، وقدره قوم - وتبعهم المؤلف هنا - كأن ظبية مكانها. وأما رواية الجر فعلى أن الكاف من «كأن» حرف جر، وأن: حرف =