أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأحرف الثمانية الداخلة على المبتدأ والخبر

صفحة 337 - الجزء 1

  يروى بالرفع على حذف الاسم، أي: كأنّها، وبالنصب على حذف الخبر، أي: كأن مكانها، وبالجر على أن الأصل كظبية، وزيد «أن» بينهما.

  وإذا حذف الاسم وكان الخبر جملة اسمية لم يحتج لفاصل، كقوله:

  [١٥٢] -

  كأن ثدياه حقّان


= زائد، وظبية: مجرور بالكاف «تعطو» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى ظبية، والجملة من الفعل وفاعله صفة لظبية على كل حال «إلى وارق» جار ومجرور متعلق بتعطو، وارق مضاف «السلم» مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله: «كأن ظبية» على روايتي الرفع والنصب، فإنهما معا يدلان على أنه يجوز في اسم «كأن» المخففة من الثقيلة أن يكون مذكورا في الكلام، وهذا ما تدل عليه رواية النصب، وأن يكون محذوفا من الكلام من غير أن يلزم أن يكون ضمير شأن، وهذا تدل عليه رواية الرفع، لأن التقدير عليها: كأنها أي المرأة ظبية. قال الأعلم الشنتمري: «الشاهد فيه رفع ظبية على الخبر، وحذف الاسم مع تخفيف كأن، والتقدير: كأنها ظبية، ويجوز نصب الظبية بكأن، تشبيها بالفعل إذا حذف وعمل، نحو لم يك زيد منطلقا، والخبر محذوف لعلم السامع، والتقدير: كأن ظبية تعطو هذه المرأة، ويجوز جر الظبية على تقدير كظبية، وأن: زائدة مؤكدة» اه. كلامه.

[١٥٢] - هذا عجز بيت من الهزج، ويروى صدره هكذا:

ووجه مشرق اللّون

ويروى صدره:

وصدر مشرق النّحر

وهذا الشاهد أحد الأبيات التي استشهد بها سيبويه (ج ١ ص ٢٨١)، ولم ينسبوها.

اللغة: «وصدر» قد روى سيبويه في مكان هذه الكلمة «ووجه» وروى غيره في مكانه «ونحر» وعلى هاتين الروايتين تكون الهاء في قوله: «ثدييه» عائدة إلى «وجه» أو «نحر» بتقدير مضاف، وأصل الكلام على هذا: كأن ثديي صاحبه، فحذف المضاف - وهو الصاحب - وأقام المضاف إليه مقامه «مشرق اللون» مضيء لأنه ناصع البياض «حقان» تثنية حقة، وحذفت التاء التي في المفرد من التثنية كما حذفوا التاء في «خصية وألية» عند التثنية فقالوا: خصيان، وأليان، هكذا قالوا، وليس هذا الكلام بشيء، بل حقان تثنية حق - بضم الحاء - وقد ورد في فصيح شعر العرب بغير تاء، ومن ذلك قول =