أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: إذا كان اسمها مفردا بني على الفتح أو نائبه]

صفحة 10 - الجزء 2

  للضرورة في هذا، ولتأول: «لا نولك» بلا ينبغي لك.

[فصل: إذا كان اسمها مفردا بني على الفتح أو نائبه]

  فصل: وإذا كان اسمها مفردا - أي: غير مضاف، ولا شبيه به - بني على الفتح إن كان مفردا أو جمع تكسير، نحو: «لا رجل، ولا رجال» وعليه أو على الكسر إن كان جمعا بألف وتاء⁣(⁣١)، كقوله:

  [١٥٦] -

  إنّ الشّباب الّذي مجد عواقبه ... فيه نلذّ ولا لذّات للشّيب


(١) اعلم أن للعلماء في اسم «لا» إذا كان جمع مؤنث سالما أربعة مذاهب:

(الأول) أن يبنى على الكسرة نيابة عن الفتحة من غير تنوين، وهذا مذهب جمهرة النحاة.

(الثاني) أن يبنى على الكسرة نيابة عن الفتحة لكن يبقى له تنوينه، وهذا مذهب صححه ابن مالك صاحب الألفية، وجزم به في بعض كتبه، ونقله عن قوم، وحجتهم في عدم حذف التنوين أنه قد تقرر أن تنوين جمع المؤنث السالم هو تنوين المقابلة، وهو لا ينافي البناء فلا يحذف.

(الثالث) أنه مبني على الفتح، وهذا مذهب المازني والفارسي، ورجحه ابن هشام في المغني، والمحقق الرضي في شرح الكافية، وابن مالك في بعض كتبه.

(الرابع) أنه يجوز فيه البناء على الكسرة نيابة عن الفتحة، والبناء على الفتح، وزعم كل شراح الألفية أن بيت سلامة بن جندل يروى بالوجهين جميعا، فإذا صح ذلك لم يكن لإيجاب أحد الأمرين بعينه وجه وجيه، ويؤخذ من كلام ابن الأنباري أن الرواية في بيت سلامة بالفتح دون الكسر، فيكون تأييدا لمذهب المازني ومن معه، ولكنا لا نستطيع أن نرد رواية الكسر بمجرد كون ابن الأنباري لم يحفظها.

[١٥٦] - هذا بيت من البسيط، وهو لسلامة بن جندل السعدي، من قصيدة له مستجادة، وأولها قوله:

أودى الشّباب حميدا ذو التّعاجيب ... أودى، وذلك شأو غير مطلوب

ولّى حثيثا، وذاك الشّيب يتبعه ... لو كان يدركه ركض اليعاقيب

اللغة: «أودى» ذهب وفني، وكرر هذه الكلمة تأكيدا لمضمونها لأنه إنما أراد إنشاء التحسر والتحزن على ذهاب الشباب «حميدا» محمودا «التعاجيب» العجب، وهو جمع لا واحد له، ويروى في مكانه «الأعاجيب» وهو جمع أعجوبة، وهي الأمر يتعجب منه =