هذا باب «لا» العاملة عمل إن:
  [١٥٧] -
  تعزّ فلا إلفين بالعيش متّعا
= مجموعا ثم دخلت عليه لا فتركب معها تركب خمسة عشر، فوجد سبب البناء طارئا على ما هو من خصائص الاسم.
ومما يؤكد ضعف ما ذهب إليه المبرد أنه قد اتفق مع الجمهور على بناء المنادى المثنى أو المجموع على ما يرفع به، ولم يعبأ بما هو من خصائص الأسماء في هذه الحال، والإنصاف يقتضيه أن يسير في طريق واحد، فإما أن يقول بإعراب اسم لا إذا كان مثنى أو مجموعا وبإعراب المنادى إذا كان كذلك، وإما أن يقول ببنائهما فإما أن يقول بإعراب الأول وبناء الثاني فإن هذا متمسك بدليل في ناحية وإهمال هذا الدليل في ناحية أخرى مع تساوي الناحيتين، وذلك لا يجوز.
[١٥٧] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
ولكن لورّاد المنون تتابع
ولم أقف على نسبة هذا البيت إلى قائل معين.
اللغة: «تعز» يريد تكلف السلوان بمن سبقك، والتأسي بمن مضى قبلك «إلفين» تثنية إلف - بكسر الهمزة وسكون اللام - وهو الصديق الذي تألفه ويألفك، ومثله الأليف، ونظيره لفظا ومعنّى الخل والخليل والخدن والخدين والحب والحبيب والود والوديد «وراد» بضم الواو وتشديد الراء - جمع وارد، كصائم وصوام وقائم وقوام «المنون» الموت «تتابع» توارد، يتبع بعضهم بعضا، ويرد بعضهم بإثر بعض.
المعنى: تكلف السلوان، وتأسّ بالذين وردوا حياض الموت من قبل، فإنك لا تجد صديقين تمتعا بالبقاء، ولكن الناس يتواردون على الموت، ويتتابعون على الهلاك.
الإعراب: «تعز» فعل أمر مبني على حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فلا» الفاء حرف دال على التعليل، لا: نافية «إلفين» اسم لا، مبني على الياء لأنه مثنى «بالعيش» جار ومجرور متعلق بقوله متعا الآتي «متعا» متع: فعل ماض مبني للمجهول، وألف الاثنين نائب فاعله، وجملة الفعل ونائب فاعله في محل رفع خبر لا «ولكن» الواو حرف عطف، لكن: حرف استدراك «لورّاد» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، ووراد مضاف و «المنون» مضاف إليه «تتابع» مبتدأ مؤخر.
الشاهد فيه: قوله «لا إلفين» حيث جاء فيه اسم لا النافية للجنس مثنى، وبني هذا المثنى على الياء التي ينصب بها حين يكون معربا. =