أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب «لا» العاملة عمل إن:

صفحة 19 - الجزء 2

  الرابع: عكس الثالث، كقوله:

  [١٦٣] -

  فلا لغو ولا تأثيم فيها


= حتى تتحدثوا عنه، ثم أنتم رذال وأتباع ومرؤوسون، ولستم برؤساء ولا قادة؟.

الإعراب: «بأي» جار ومجرور متعلق بمحذوف، والتقدير: بأي بلاء تفتخرون مثلا، وأي مضاف، و «بلاء» مضاف إليه «يا» حرف نداء «نمير» منادى «بن» صفة لنمير، وهو مضاف و «عامر» مضاف إليه «وأنتم» الواو واو الحال، أنتم: مبتدأ «ذنابى» خبر المبتدأ «لا» نافية للجنس «يدين» اسم لا النافية للجنس مبني على الياء لأنه مثنى «ولا» الواو حرف عطف، ولا: يجوز أن تكون نافية عاملة عمل ليس، وأن تكون نافية مهملة، وأن تكون زائدة لتأكيد النفي «صدر» إن اعتبرت لا نافية مهملة فهو مبتدأ خبره محذوف، والجملة معطوفة على جملة لا النافية للجنس واسمها وخبرها، وإن اعتبرت لا نافية عاملة عمل ليس فهو اسمها وخبرها محذوف، والجملة معطوفة على جملة لا الأولى واسمها وخبرها أيضا، وإن اعتبرت لا زائدة لتأكيد النفي فهو معطوف على محل لا مع اسمها لأنهما معا مبتدأ عند سيبويه.

الشاهد فيه: قوله «لا يدين ولا صدر» حيث وردت «لا» فيه مكررة، وورد الاسم بعد الأولى مفتوحا وبعد الثانية مرفوعا: أما فتح الأول فهو بالياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى على ما تقدم بيانه، ووجه ذلك أن لا قبله نافية للجنس عاملة عمل إن.

ولا وجه له سوى ذلك. وأما رفع الثاني فعلى واحد من ثلاثة أوجه: أولها أن تجعل لا الثانية نافية عاملة عمل ليس فيكون اسمها، وثانيها أن تجعل لا نافية مهملة فيكون مبتدأ، وثالثها أن تجعل لا زائدة فيكون معطوفا على محل لا مع اسمها لأنهما معا مرفوعان بالابتداء عند شيخ النحاة سيبويه، وقد أوضحنا لك ذلك في إعراب البيت.

[١٦٣] - هذا صدر بيت من الوافر، وأكثر النحاة يروون عجزه:

وما فاهوا به أبدا مقيم

والبيت لأمية بن أبي الصلت - ولكن النحاة في روايتهم عجز البيت على ما ذكرنا يلفقون صدر بيت من أبيات كلمة أمية على عجز بيت آخر منها، وصواب إنشاء البيتين هكذا:

ولا لغو ولا تأثيم فيها ... ولا حين ولا فيها مليم

وفيها لحم ساهرة وبحر ... وما فاهوا به أبدا مقيم

والبيتان غير متصلين في الديوان، بل بينهما خمسة أبيات، وثانيهما يروى قبل أولهما، =