هذا باب الأفعال الداخلة بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر، فتنصبهما مفعولين
  [١٨٥] -
  وفي الأراجيز خلت اللّؤم والخور
= إحداهما: أن يتوسط الفعل القلبي بين المفعولين كما في الشاهد رقم ١٨٥ الذي سيأتي عقيب هذا الكلام، ومن هذا القبيل قول الشاعر:
شجاك أظنّ ربع الظّاعنينا ... فلم تعبأ بعذل العاذلينا
وهذا البيت يروى برفع كلمة «ربع» ونصبها، فأما رواية الرفع فتخريجها على أن «شجا» فعل ماض، والكاف ضمير المخاطب مفعول به، وربع: فاعل شجا، وهذه جملة فعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية أي أن الكلام مبتدأ بها، وأظن: فعل مضارع فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، وليس له مفعول لا في اللفظ ولا في التقدير، وهذه الجملة لا محل لها من الإعراب أيضا لأنها معترضة بين الفعل وفاعله، وأما رواية نصب كلمة «ربع» فتخريجها على أن «شجاك» فعل ماض فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على ربع، والجملة في محل نصب مفعول ثان تقدم على العامل وعلى المفعول الأول، وأظن: فعل مضارع فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا، وربع: مفعول أول لأظن، وأصل الكلام: أظن ربع الظاعنين شجاك، وهذا البيت بروايتيه يدل على أن الإلغاء عند التوسط جائز.
الصورة الثانية أن يتأخر الفعل القلبي عن المفعولين جميعا، ومن شواهد ذلك البيت الآتي برقم (١٨٦) ومن شواهده أيضا قول الشاعر:
آت الموت تعلمون فلا ير ... هبكم من لظى الحروب اضطرام
وقد ذكر غير المؤلف من النحاة صورة ثالثة للإلغاء، وهي أن يتقدم الفعل القلبي على المفعولين جميعا، ولكن لا يبتدأ به الكلام، بل يقع قبله شيء من الكلام. نحو قولك «متى ظننت زيدا قائما» ومنه البيت:
متى تقول القلص الرّواسما ... يدنين أمّ قاسم وقاسما
وسيذكر المؤلف هذه الصورة في صدد تخريج الشاهدين ١٨٩ و ١٩٠.
[١٨٥] - هذا عجز بيت من البسيط، وصدره قوله:
أبالأراجيز يا ابن اللّؤم توعدني
وهذا البيت من كلام منازل بن ربيعة المنقري.
والصواب في إنشاد الشاهد:
... خلت اللؤم والفشل
=