أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأفعال الداخلة بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر، فتنصبهما مفعولين

صفحة 54 - الجزء 2

  وقال:

  [١٨٦] -

  هما سيّدانا يزعمان، وإنّما


= لأن البيت من قصيدة لامية يهجو بها اللعين المنقري رؤبة بن العجاج، وقبل هذا البيت قوله:

إنّي أنا ابن جلا إن كنت تعرفني ... يا رؤب، والحيّة الصمّاء والجبل

اللغة: «الأراجيز» جمع أرجوزة - بضم الهمزة - وهي ما كان من الشعر من بحر الرجز، ويقال لما لم يكن من هذا البحر: قصيدة، وهما متقابلان، وقد كان من الشعراء رجّاز لا يقولون غير الرجز كرؤبة والعجاج أبيه، وكان منهم من يقول الشعر ولا يقول الرجز، وكان منهم من يقول الرجز والقصيد جميعا، وانظر إلى قول الراجز:

أرجزا تريد أم قصيدا

«توعدني» تتهددني، وهو مضارع أوعد، ولا يقال «أوعده» من غير ذكر الموعد به إلا أن يكون الموعد به شرّا.

الإعراب: «أبالأراجيز» الهمزة للاستفهام، والباء حرف جر، والأراجيز: مجرور بالباء، والجار والمجرور متعلق بقوله توعدني الآتي «يا» حرف نداء «ابن» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة، وابن مضاف و «اللؤم» مضاف إليه. مجرور بالكسرة الظاهرة، وجملة النداء لا محل لها معترضة بين المعمول وعامله «توعدني» توعد: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والنون للوقاية، والياء مفعول به «وفي الأراجيز» الواو واو الحال وفي: حرف جر، الأراجيز: مجرور بفي، والجار والمجرور متعلق بمحذوف مقدم «خلت» خال: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعل مبني على الضم في محل رفع، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب معترضة بين المبتدأ وخبره «اللؤم» مبتدأ مؤخر، مرفوع بالضمة الظاهرة «والخور» الواو عاطفة، الخور: معطوف على اللؤم، والمعطوف على المرفوع مرفوع.

الشاهد فيه: قوله «في الأراجيز خلت اللؤم» حيث توسط «خال» مع فاعله بين المبتدأ الذي هو قوله «اللؤم» والخبر الذي هو قوله «في الأراجيز» فلما توسط الفعل بينهما ألغي عن العمل فيهما، ولولا هذا التوسط لنصبهما، فكان يقول: وخلت اللؤم والخور في الأراجيز، بنصب اللؤم على أنه مفعول أول ونصب محل الجار والمجرور على أنه المفعول الثاني.

[١٨٦] - هذا صدر بيت من الطويل لأبي أسيدة الدبيري، وقد رواه ابن السكيت في كتاب =