أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الأفعال الداخلة بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ والخبر، فتنصبهما مفعولين

صفحة 55 - الجزء 2


= الألفاظ ثاني أربعة أبيات (انظر تهذيب الألفاظ ص ١٣٥) ونسبها إلى أبي أسيدة الدبيري، وهاك بيت الشاهد مع البيت السابق عليه:

وإنّ لنا شيخين لا ينفعاننا ... غنيّين لا يجدي علينا غناهما

هما سيّدانا، يزعمان وإنّما ... يسوداننا إن أيسرت غنماهما

وقد روى الجاحظ في كتاب الحيوان (٦/ ٦٥) أول هذين البيتين مع بيتين آخرين بعده.

اللغة: «شيخين» تثنية شيخ، وهو الذي تقدمت به السن وظهر فيه الشيب، والإنسان شيخ من خمسين سنة من عمره إلى آخر حياته. وقيل غير ذلك، وسبق تفسيره قريبا (ش ١٧٥) وقد جرت عادة الناس أن يكون المقدم عليهم وصاحب الرأي فيهم من بلغ سن الشيخ، من أجل هذا أطلق لفظ الشيخ على صاحب رأي القوم والمقدم عليهم، وأبو طالب بن عبد المطلب عم النبي كان يسمى شيخ البطحاء «لا يجدي علينا غناهما» يريد أن غناهما قاصر نفعه عليهما، ولا ينال قومهما منه شيء، وأجدى: صار ذا جدى، وهو العطية والنفع «هما سيدانا يزعمان» يريد أن هذين الشيخين يظنان أن لهما السيادة علينا والتقدم «أيسرت غنماهما» معناه كثرت ألبانها وجرى علينا منه، ورواه ابن السكيت «يسرت غنماهما» بالتضعيف. وضرب ذلك مثلا لما يجري عليهم من النفع.

المعنى: يقول: إن من قومنا رجلين طعنا في السن وليس من ورائهما نفع لنا، وهما يظنان أنهما بتقدم سنهما قد صارا صاحبي الأمر النافذ فينا، ولكنا لا نعترف لهما بذلك إلّا أن ينالنا من غناهما ما ننتفع به، وما دامت أيديهما مغلولة فإنا لا نقر لهما بسيادة، ولا نعترف لهما بتقدم.

الإعراب: «هما» ضمير منفصل مبتدأ «سيدانا» سيدا: خبر المبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى، وسيدا مضاف والضمير مضاف إليه «يزعمان» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين فاعله «إنما» أداة حصر لا عمل لها يسوداننا» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين فاعله، ونا: مفعول به «إن» حرف شرط جازم «أيسرت» أيسر: فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والتاء للتأنيث غنماهما» فاعل أيسر، مرفوع بالألف لأنه مثنى، وضمير الغائبين العائد إلى الشيخين مضاف إليه، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سياق الكلام.

الشاهد فيه: قوله «هما سيدانا يزعمان» حيث استعمل فيه مضارع الفعل القلبي - وهو يزعم - وأخره في الكلام عن مفعوليه، فرفعهما، وألغى عمله في لفظهما وفي المحل =