أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[حذف المفعولين أو أحدهما]

صفحة 64 - الجزء 2

  أي: تزعمونهم شركائي، وتحسب حبّهم عارا عليّ.

  وأما حذفهما اقتصارا - أي: لغير دليل - فعن سيبويه والأخفش المنع مطلقا، واختاره الناظم، وعن الأكثرين الإجازة مطلقا، لقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}⁣(⁣١) {فَهُوَ يَرى}⁣(⁣٢) {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ}⁣(⁣٣)، وقولهم: «من يسمع يخل»، وعن الأعلم يجوز في أفعال الظن دون أفعال العلم.

  ويمتنع بالإجماع حذف أحدهما اقتصارا، وأما اختصارا فمنعه ابن ملكون وأجازه الجمهور، كقوله:

  [١٩٢] -

  ولقد نزلت فلا تظنّي غيره ... منّي بمنزلة المحبّ المكرم


= حب: مفعول أول لترى، وضمير الغائبين مضاف إليه «عارا» مفعول ثان، سواء أجعلت رأى اعتقادية أم جعلتها علمية، ويجوز على الأول جعله حالا «على» جار ومجرور متعلق بعار، أو بمحذوف صفة له «وتحسب» الواو عاطفة، تحسب: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، ومفعولاه محذوفان يدل عليهما الكلام السابق، والتقدير «وتحسب حبهم عارا عليّ».

الشاهد فيه: قوله «تحسب» حيث حذف المفعولين لدلالة سابق الكلام عليهما كما أوضحناه في الإعراب وبينه الشارح.

(١) سورة البقرة، من الآيتين: ٢١٦ - ٢٣٢.

(٢) سورة النجم، الآية: ٣٥.

(٣) سورة الفتح، الآية: ١٢.

[١٩٢] - هذا بيت من الكامل، والبيت لعنترة بن شداد العبسي، من معلقته المشهورة التي مطلعها:

هل غادر الشّعراء من متردّم ... أم هل عرفت الدّار بعد توهّم

اللغة: «غادر» ترك «متردم» بزنة اسم المفعول - وهو في الأصل اسم مكان من قولك:

ردمت الشيء، إذا أصلحته، ويروى «مترنم» بالنون - وهو صوت خفي ترجعه بينك وبين نفسك، يريد هل أبقى الشعراء معنى إلا سبقوك إليه؟ وهل يتهيأ لك أو لغيرك أن تجيئوا بشيء جديد؟ «المحب» اسم مفعول من أحب، وهو القياس، ولكنه قليل في الاستعمال، والأكثر أن يقال في اسم المفعول محبوب، أو حبيب، مع أنهم هجروا =