هذا باب ما ينصب مفاعيل ثلاثة
  وعلى التعليق {يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}(١)، وقوله:
  [٢٠٠] -
  حذار فقد نبّئت إنّك للّذي ... ستجزى بما تسعى فتسعد أو تشقى
(١) سورة سبأ، الآية: ٧.
[٢٠٠] - هذا بيت من الطويل، ولم أعثر له على نسبة إلى قائل معين، ولا عثرت له على سوابق أو لواحق تتصل به.
اللغة: «حذار» اسم فعل أمر معناه احذر، واسم الفعل قياسي على هذه الزنة من كل فعل ثلاثي «أنبئت» بالبناء للمجهول - معناه أعلمت وأخبرت، وأصله النبأ - وهو كالخبر معنى ووزنا، ويقال: النبأ خاص بما له شأن خطير من الأخبار «ستجزى» ستكافأ «بما تسعى» أراد بما تعمل في هذه الحياة من خير أو شر.
المعنى: يحذر مخاطبه من أن يعمل عملا يندم على عواقبه، وينبهه إلى أن كل إنسان يجزى على ما قدمت يداه، وأن جزاءه سيكون على حسب ما أزلف، فإن كان عمله خيرا سعد في عقباه، وإن كان عمله شرا شقي به.
الإعراب: «حذار» اسم فعل أمر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «فقد» الفاء حرف دال على التعليل، قد: حرف تحقيق «نبئت» نبئ: فعل ماض مبني للمجهول، والتاء نائب فاعله «إنك» إن: حرف توكيد ونصب، وكاف المخاطب اسمه، مبني على الفتح في محل نصب «للذي» اللام لام التوكيد، وهي المزحلقة، الذي: خبر إن، والجملة في محل نصب بنبئ «ستجزى» فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وجملة الفعل المضارع المبني للمجهول ونائب فاعله لا محل لها من الإعراب صلة الذي «بما» الباء جارة، وما: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالياء، والجار والمجرور متعلق بتجزى «تسعى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والجملة لا محل لها صلة «ما» الموصولة المجرورة محلا بالباء «فتسعد» الفاء حرف عطف، تسعد: فعل مضارع معطوف على تجزى مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «أو» عاطفة «تشقى» معطوف على تسعد.
الشاهد فيه: قوله: «نبئت إنك للذي» فقد استعمل فيه «نبئ» وهو فعل قلبي ينصب ثلاثة مفاعيل، وعداه إلى واحد من هذه المفاعيل الثلاثة وهو الضمير المتصل الواقع نائب فاعل، وعلقه عن العمل في الثاني والثالث منها باللام الواقعة في خبر إن، =