أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الفاعل

صفحة 81 - الجزء 2

  يشربها وهو مؤمن»⁣(⁣١) أي: ولا يشرب هو، أي: الشارب، أو لما دلّ عليه الكلام أو الحال المشاهدة، نحو: {كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ}⁣(⁣٢)، أي: إذا بلغت الرّوح، ونحو قولهم: «إذا كان غدا فأتني» وقوله:

  [٢٠٢] -

  فإن كان لا يرضيك حتّى تردّني


(١) أخرج هذا الحديث مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان (١/ ٥٤) والبخاري في كتاب الأشربة من صحيحه (٧/ ١٠٤ بولاق) وأبو داود (الحديث رقم ٤٦٥٩ بتحقيقنا).

(٢) سورة القيامة، الآية: ٢٦.

[٢٠٢] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

إلى قطريّ لا إخالك راضيا

وهذا البيت لسواد بن المضرب - بتشديد الراء مفتوحة - السعدي، أحد بني سعد بن تميم، وكان قد هرب من الحجاج حين فرض البعث مع المهلب لقتال الخوارج (انظر الكامل للمبرد ص ٤٤٥ طبع الحلبي) وقبل البيت المستشهد به قوله:

أقاتلي الحجّاج إن لم أزر له ... دراب، وأترك عند هند فؤاديا

اللغة: «دراب» بفتح الدال والراء المهملتين - مختصر من «دارا بجرد» وهي كورة بفارس بينها وبين شيراز خمسون فرسخا، وفيها حدثت وقعة بين المهلب بن أبي صفرة والخوارج «قطري» بفتح القاف والطاء جميعا - رأس من رؤوس الخوارج، وكان قد سلم عليه بالخلافة ثلاث عشرة سنة، وهو قطري بن الفجاة التميمي «لا إخالك راضيا» لا أظنك ترضى أصلا لأن رضاك معلق على العود إليه وأنا لن أعود.

الإعراب: «إن» حرف شرط جازم «كان فعل ماض ناقص فعل الشرط، مبني على الفتح في محل جزم، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما تدل عليه الحال «لا» حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب «يرضيك» يرضي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم كان، والكاف ضمير المخاطب مفعول به مبني على الفتح في محل نصب، وجملة الفعل المضارع وفاعله ومفعوله في محل نصب خبر كان «حتى» حرف غاية وجر، مبني على السكون لا محل له من الإعراب «تردني» ترد: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد حتى، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والنون للوقاية: وياء المتكلم مفعول به، وأن المصدرية مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحتى، والجار والمجرور متعلق بيرضي «إلى قطري» جار ومجرور متعلق بترد =