هذا باب الفاعل
  أو استفهام محقّق، نحو: «نعم زيد» جوابا لمن قال: هل جاءك أحد؟ ومنه:
  {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}(١)، أو مقدّر كقراءة الشاميّ وأبي بكر:
= الناس أنني لم أذق للهوى طعما، ولم ينزل بي شيء من الحب، مع أن الذي عندي من الوجد بكم والشغف إليكم ما ليس فوقه زيادة لمستزيد.
الإعراب: «تجلدت» فعل وفاعل «حتى» حرف غاية وجر «قيل» فعل ماض مبني للمجهول «لم» حرف نفي وجزم وقلب «يعر» فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الواو، والضمة قبلها دليل عليها «قلبه» قلب: مفعول به ليعرو، وقلب مضاف والضمير مضاف إليه «من الوجد» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من شيء الآتي «شيء» فاعل يعرو، وجملة الفعل المضارع المنفي بلم وفاعله في محل رفع نائب فاعل قيل، وأن المصدرية مقدرة بعد حتى، وهي مع مدخولها في تأويل مصدر مجرور بحتى، والجار والمجرور متعلق بقوله تجلدت، وكأنه قال: تجلدت إلى قول الناس لم يعر - الخ «قلت» فعل وفاعل «بل» حرف إضراب «أعظم» فاعل لفعل محذوف، والتقدير: بل عراه أعظم الوجد، وأعظم مضاف و «الوجد» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: «بل أعظم الوجد» حيث ارتفع «أعظم الوجد» على أنه فاعل بفعل محذوف يدل عليه سابق الكلام، وهذا الفعل المحذوف مجاب به على كلام منفي سابق - وهو قول القائلين: «لم يعر قلبه من الوجد شيء».
فإن قلت: فلما ذا لا تجعل قوله: «أعظم الوجد» معطوفا ببل على قوله: «شيء» عطف مفرد على مفرد، والتزمت تقدير فعل ليكون من عطف جملة على جملة؟.
فالجواب على ذلك أن نقول لك: إن بل التي تعطف مفردا على مفرد بعد نفي أو شبهه تقرر ذلك النفي السابق وتثبت ضده لما بعدها، وعلى هذا يكون المعنى أنه لم يعر قلبه شيء من الوجد وعراه أعظم الوجد، وهذا كلام متناقض محال، أما بل التي تعطف جملة على جملة فإنها تبطل الجملة الأولى التي نفت عرو شيء من الوجد، فإذا بطلت الجملة الأولى صح أن تثبت جملة أخرى تدل على أنه قد عراه أعظم الوجد، فتأمل ذلك.
(١) سورة الزخرف، الآية: ٨٧، فلفظ الجلالة في قوله تعالى: {لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} فاعل بفعل محذوف يدل عليه الفعل الواقع بعد أداة الاستفهام في قوله: {مَنْ خَلَقَهُمْ} والدليل على أن لفظ الجلالة فاعل بفعل محذوف وليس مبتدأ خبره محذوف - وتقدير الكلام =