[فصل: والأفصح في الهن النقص]
  وقول بعضهم(١) في التثنية: «أبان» و «أخان». وقصرهنّ أولى من نقصهن كقوله:
= الإعراب: «بأبه» الباء حرف جر. أب: مجرور بالباء، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه، والجار والمجرور متعلق باقتدى الآتي «اقتدى» فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف «عدي» فاعل اقتدى مرفوع بالضمة الظاهرة «في» حرف جر «الكرم» مجرور بفي، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف «من» اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ «يشابه» فعل مضارع فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الشرطية «فما» الفاء واقعة في جواب الشرط، ما: حرف نفي «ظلم» فعل ماض مبني على الفتح لا محل له، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الشرطية، وله مفعول محذوف، وتقدير الكلام: فما ظلم أمه، على ما بيناه لك في لغة البيت، والجملة من الفعل الماضي المنفي بما وفاعله ومفعوله المحذوف في محل الشرط.
الشاهد فيه: قوله «بأبه» وقوله «يشابه أبه» حيث أعرب الشاعر هاتين الكلمتين بالحركات الظاهرة، فجر الأولى بالكسرة الظاهرة، ونصب الثانية بالفتحة الظاهرة، مع أنهما مضافتان إلى ضمير الغائب، وهذه لغة من لغات العرب في الأسماء الستة:
يعربونها بالحركات وإن كانت مضافة لغير ياء المتكلم، وتسمى هذه اللغة لغة النقص، كما أن إعرابها بالحروف - الواو والألف والياء - تسمى لغة الإتمام، وستأتي لغة ثالثة نبينها في الشاهد التالي، وتسمى لغة القصر. وعلى لغة النقص التي جاء عليها بيت الشاهد موضع حديثنا الآن يقال في تثنية الأب: أبان، وفي تثنية الأخ: أخان، جعلوا الباء والخاء آخر الكلمة ولم يكترثوا باللام المحذوفة؛ وذلك كما قيل في تثنية يد ودم:
يدان ودمان، وقيل في جمعه جمع المذكر السالم - مع أنه ليس وصفا ولا علما - أبون، وأبين، ومن ذلك قول زياد بن واصل السلمي:
فلمّا تبيّنّ أصواتنا ... بكين وفدّيننا بالأبين
قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: «العرب تقول: هذا أبوك، وتقول: هذا أباك، وتقول: هذا أبك، فمن قال هذا أبوك أو قال هذا أباك قال في التثنية هذان أبوان، ومن قال هذا أبك قال في التثنية: هذان أبان» انتهى بإيضاح يسير.
(١) يريد أن من نقص أب وأخ قول بعضهم في التثنية: أبان وأخان، ووجه ذلك ما ذكرناه =