[الباب الأول: باب الأسماء الستة،]
  [٩] -
  إنّ أباها وأبا أباها
= آخر الكلام على الشاهد السابق رقم ٨ وبيان ذلك بإيضاح أنه ثناه بغير واو فقال «أبان، وأخان» كما تقول في تثنية يد «يدان» فدل ذلك على أنه ثنى أبا وأخا محذوفي اللام من غير أن يرد لهما اللام المحذوفة، ولو كان يثني أبوك وأخوك أو يثني أبا وأخا برد لامهما - على ما هو الأصل في نظائرهما لوجب أن يقول «أبوان وأخوان» وقد تلخص لك من هذا الكلام أن قولك «أبان، وأخان» لا يحتمل إلّا وجها واحدا هو أن يكونا تثنية أب وأخ، وأما أبوان وأخوان فيحتملان وجهين، لذلك كان «أبان وأخان» دليلا على لغة النقص.
[٩] - نسب بعض الناس هذا الشاهد إلى أبي النجم الفضل بن قدامة العجلي الراجز، ونسبه آخرون إلى رؤبة بن العجاج. وزعم العيني أن أبا زيد رواه بسند عن أبي الغول منسوبا إلى بعض أهل اليمن من غير تعيين. وفي نوادر أبي زيد (ص ٥٨) أبيات على قافية هذا الشاهد ترتفع روايته لها إلى أبي الغول الطهوي، ولكن بيت الشاهد ليس من بينها، والنحاة يروون قبل البيت المستشهد به:
واها لريّا ثمّ واها واها ... هي المنى لو أنّنا نلناها
يا ليت عيناها لنا وفاها ... بثمن نرضي به أباها
إنّ أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
اللغة: «واها» كلمة تقال عند التعجب من الشيء، وهي اسم فعل مضارع معناه أعجب، قال الجوهري في صحاحه: «إذا تعجبت من طيب الشيء قلت: واها له ما أطيبه» اه كلامه. «لريا» يروى في مكانه «لسلمى» ويروى «لليلى» وكلهن أسماء نساء «المجد» الشرف ورفعة النسب. قال ابن السكيت: «الشرف والمجد يكونان بالآباء، يقال: رجل شريف ماجد، إذا كان له آباء متقدمون في الشرف، والحسب والكرم يكونان في الرجل نفسه، وإن لم يكن له آباء لهم شرف» اه.
الإعراب: «واها» اسم فعل مضارع بمعنى أعجب مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «لسلمى» جار ومجرور متعلق بواها «ثم» حرف عطف «واها» مثل سابقه «واها» تأكيد له «هي المنى» مبتدأ وخبر «لو» حرف شرط معناه امتناع الجواب لامتناع الشرط «أننا» أن: حرف توكيد ونصب، والضمير اسمه «نلناها» فعل ماض وفاعله ومفعوله، والجملة في محل رفع خبر أن، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر مرفوع يقع فاعلا لفعل محذوف، وتقدير الكلام: لو ثبت =