أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الباب الأول: باب الأسماء الستة،]

صفحة 45 - الجزء 1

  وقول بعضهم: «مكره أخاك لا بطل»⁣(⁣١).


= نيلنا إياها، وهذه الجملة شرط لو، وجواب لو محذوف، والتقدير: لو ثبت نيلنا إياها لكان ذلك غاية المنى. «إن» حرف توكيد ونصب «أباها» اسم إن منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وضمير الغائبة العائد إلى سلمى مضاف إليه «وأبا» الواو عاطفة، أبا: معطوف على أباها السابق منصوب بفتحة مقدرة على الألف مثله، وهو مضاف وأبا من «أباها» مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وهو مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه «قد» حرف تحقيق «بلغا» بلغ:

فعل ماض، وألف الاثنين فاعله، وجملة الفعل وفاعله في محل رفع خبر إن «في المجد» جار ومجرور متعلق ببلغ «غايتاها» غايتا: مفعول به لبلغ منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، وهذه لغة من يلزم المثنى الألف في أحواله كلها، وغايتا مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر.

الشاهد فيه: في هذه الأبيات عدة شواهد للنحاة، والمقصود الاستشهاد هنا بقوله:

«وأبا أباها» حيث أتى بأباها مجرورا بكسرة مقدرة على الألف مع كونه مضافا لغير ياء المتكلم، فدل ذلك على أن من العرب من يعرف الأسماء الستة مع استيفائها للشروط، إعراب المقصور من نحو فتى وعصى وأشباههما، وهي لغة القصر على ما ذكرنا في شرح الشاهد السابق.

واعلم أن الاستشهاد على هذه اللغة بهذا البيت إنما يتم بالكلمة الثالثة لأن موضعها خفض بإضافة «أبا» الثانية إليها، أما الكلمتان الأولى والثانية فتحتملان الإجراء على هذه اللغة والإجراء على لغة الإتمام التي هي أشهر اللغات الثلاث، وذلك لأنهما منصوبتان الأولى لكونها اسم إن والثانية لكونها معطوفة على الأولى، فيجوز أن يكون نصبهما بالألف نيابة عن الفتحة كما هو أشهر اللغات، ويجوز أن يكون نصبهما بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، على ما هو لغة القصر، التي نحن الآن بصددها، لكن ينبغي لك أن تجريهما على لغة القصر وذلك لأن الكلمة الثالثة تتعين فيها لغة القصر، ولا يجوز أن تجعل البيت ملفقا من لغتين. فافهم ذلك وتدبره.

(١) هذا مثل من أمثال العرب ذكره الميداني مرتين: إحداهما في حرف الميم (٤١١٧ في ٢/ ٣١٨) والأخرى في حرف الثاء في أثناء شرح قولهم في المثل «ثكل أرأمها ولدا» (٧٧١ في ١/ ١٥٢) وهو يضرب للرجل يحمله غيره على ما ليس من شأنه. وأصله أن رجلا اسمه بيهس من بني فزارة بن ذبيان بن بغيض كان سابع سبعة إخوة له، فأغار =