أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب النائب عن الفاعل

صفحة 129 - الجزء 2

  [٢٢٦] -

  فيا لك من ذي حاجة حيل دونها


= «حيل» ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المصدر، ويقدر هذا المصدر مقرونا بأل العهدية، أي الحول المعهود، أو يقدر مصدرا منكرا موصوفا بالظرف وهو «بينهم» فيكون من باب حذف الموصوف وبقاء صفته، وعلى كلا التقديرين يكون المصدر مختصا، فلا تصلح الآية مستمسكا لمن يجيز نيابة المصدر المبهم.

[٢٢٦] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

وما كلّ ما يهوى امرؤ هو نائله

وهذا البيت من قصيدة لطرفة بن العبد البكري.

اللغة: «يا لك» يا: هذه لمجرد التنبيه، أو هي للنداء والمنادى بها محذوف، وقد كثر في كلام العرب هذا الأسلوب، فمنه قول امرئ القيس بن حجر الكندي في معلقته:

فيا لك من ليل كأنّ نجومه ... بكلّ مغار الفتل شدّت بيذبل

ومنه قول امرئ القيس أيضا:

وبدّلت قرحا داميا بعد صحّة ... فيا لك من نعمى تحوّلن أبؤسا

ومنه قول الراجز:

يا لك من تمر ومن شيشاء ... ينشب في المسعل واللّهاء

وهذه العبارة يقصد بها التعجب من كثرة ما دخلت عليه اللام ومن أو نحوها «حاجة» أراد بها ما كان يطمع فيه من وصل أو نحوه «حيل دونها» وقعت الحوائل فيما بينه وبينها «يهوى» يحب «نائله» مدرك إياه.

الإعراب: «يا» حرف تنبيه مبني على السكون لا محل له من الإعراب «لك» جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره: أدعو لك، أو نحوه، ويجوز أن تكون يا حرف نداء والمنادى به محذوف، وكأنه قد قال: يا هذا، ولك: متعلق بمحذوف كما قلنا أو بنفس يا لما تدل عليه من معنى الفعل «من» حرف جر زائد «ذي» تمييز منصوب بالألف نيابة عن الفتحة منع من ظهورها الياء المأتي بها لأجل حرف الجر الزائد، وذي مضاف و «حاجة» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة «حيل» فعل ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مصدر محلى بأل العهدية، وكأنه قد قيل: حيل الحول المعروف «دونها» دون: ظرف متعلق بحيل، أو متعلق بمحذوف حال من الضمير المستتر في حيل، ودون مضاف وضمير الغائبة العائد إلى حاجة مضاف إليه «وما» الواو حرف عطف، ما: حرف نفي «كل» مبتدأ، وكل مضاف =