هذا باب النائب عن الفاعل
  وقوله:
  [٢٢٧] -
  يغضي حياء ويغضى من مهابته
[٢٢٧] - هذا صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
فما يكلّم إلّا حين يبتسم
وينسب هذا البيت إلى الفرزدق همام بن غالب، من كلمة يقولها في زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ¥ وعن آبائه الأكرمين، وأول هذه القصيدة قوله:
هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحلّ والحرم
هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم ... هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهر العلم
اللغة: «البطحاء» أراد بطحاء مكة، والبطحاء في الأصل: مسيل واسع فيه دقاق الحصى، ويقال: «الأبطح» أيضا، ويجمع على أباطح وبطاح «وطأته» أراد موضع قدمه «يغضي» فعل مضارع من الإغضاء، والإغضاء في الأصل: أن تقارب بين جفني عينيك حتى لتكاد تطبقهما «مهابته» المهابة: الهيبة، والمهابة: التعظيم والإجلال «يبتسم» الابتسام: أوائل الضحك.
الإعراب: «يغضي» فعل مضارع مبني للمعلوم مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الممدوح «ويغضى» الواو حرف عطف، يغضى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مصدر مقترن بأل العهدية، والفعل دال على جنس هذا المصدر، أو الضمير عائد إلى مصدر موصوف بوصف محذوف «من» حرف جر «مهابته» مهابة: مجرور بمن، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى الممدوح مضاف إليه، والجار والمجرور متعلق بيغضى، أو بالوصف المحذوف «فما» الفاء حرف دال على التفريع، ما: حرف نفي «يكلم» فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو «إلا» حرف استثناء لا عمل له «حين» ظرف زمان متعلق بيكلم «يبتسم» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الممدوح، والجملة في محل جر بإضافة حين إليها، وكأنه قد قال: فما يكلم في وقت من الأوقات إلا في حين ابتسامه.
الشاهد فيه: قوله: «يغضى من مهابته» فإن الأخفش قد ذهب إلى أن قوله: «من مهابته» نائب فاعل يغضى المبني للمجهول، مع اعترافه بأن من في هذه العبارة حرف =