أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[لا ينوب غير المفعول به مع وجوده خلافا للكوفيين]

صفحة 133 - الجزء 2

  الأمير» ويمتنع نيابة نحو عندك ومعك وثمّ، لامتناع رفعهن، ونحو مكانا وزمانا إذا لم يقيّدا.

[لا ينوب غير المفعول به مع وجوده خلافا للكوفيين]

  ولا ينوب غير المفعول به مع وجوده، وأجازه الكوفيون مطلقا، لقراءة أبي جعفر {لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ}⁣(⁣١)، والأخفش بشرط تقدّم النائب، كقوله:

  [٢٢٨] -

  ما دام معنيّا بذكر قلبه


= المعهود بيننا، أو العلم على زمن معين كرمضان، وأما المبهم فهو ما لم يكن على إحدى هذه الصور أو ما يشبهها نحو يوم وحين وزمان من غير تقييد بوصف ولا إضافة ولا اقتران بأل.

(١) سورة الجاثية، الآية: ١٤.

[٢٨٨] - هذا بيت من الرجز المشطور، وقبله قوله:

ليس منيبا امرؤ منبّه ... للصّالحات، متناس ذنبه

وإنّما يرضي المنيب ربّه

ولم أقف لهذا الرجز على نسبة إلى قائل معين.

اللغة: «منيبا» المنيب: اسم فاعل فعله أناب، وتقول: أناب الرجل، إذا تاب من ذنبه ورجع عما كان يقارفه «منبه» اسم مفعول فعله نبه - بتضعيف الباء - وتقول: نبهت فلانا إلى الرشاد، إذا ذكرته به وأعدت على ذهنه ما كان قد غاب عنه من أموره، يريد أن الإنسان الذي ينبهه غيره إلى الصالحات ويذكره بها فيتوب عن المعاصي بسبب ذلك لا تكون توبته حقيقة بالدوام، وإنما تصلح التوبة ويدوم أمرها إذا خطرت للإنسان بتذكره من عند نفسه وندمه على ما يرتكب وعزيمته عزيمة صادقة على الإقلاع «معنيا» اسم مفعول فعله عني - بالبناء للمجهول لزوما - وتقول: عني فلان بأمر كذا، إذا أولع به واهتم له وشغل خاطره به.

الإعراب: «إنما» أداة حصر لا محل لها من الإعراب «يرضي» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل «المنيب» فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة «ربه» رب: منصوب على التعظيم، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى المنيب مضاف إليه «ما» مصدرية ظرفية «دام» فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المنيب «معنيا» خبر دام منصوب بالفتحة الظاهرة «بذكر» جار ومجرور يقع نائب فاعل لمعنيّ =