أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم]

صفحة 48 - الجزء 1

[الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم]

  الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم، كالزيدون والمسلمون؛ فإنه يرفع بالواو، ويجرّ وينصب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها.

  ويشترط في كل ما يجمع هذا الجمع ثلاثة شروط؛ أحدها: الخلو من تاء التأنيث، فلا يجمع نحو: «طلحة» و «علّامة». الثاني: أن يكون لمذكر، فلا يجمع نحو: «زينب» و «حائض». الثالث: أن يكون لعاقل، فلا يجمع نحو: «واشق» علما لكلب، و «سابق» صفة لفرس.

  ثم يشترط أن يكون إمّا علما غير مركب تركيبا إسناديا ولا مزجيّا؛ فلا يجمع نحو: «برق نحره» و «معد يكرب» وإمّا صفة تقبل التاء أو تدلّ على التفضيل نحو:

  «قائم» و «مذنب» و «أفضل» فلا يجمع نحو: «جريح» و «صبور» و «سكران» و «أحمر»⁣(⁣١).

  فصل: وحملوا على هذا الجمع أربعة أنواع:

  أحدها: أسماء جموع، وهي: أولو، وعالمون، وعشرون، وبابه.

  والثاني: جموع تكسير، وهي: بنون، وحرّون، وأرضون، وسنون، وبابه؛ فإن هذا الجمع مطّرد في كل ثلاثي حذفت لامه وعوّض عنها هاء التأنيث ولم يكسّر،


(١) لم يعرف المؤلف جمع المذكر السالم كما عرف المثنى في الفصل السابق، ويعرف بأنه «ضم اسم إلى أكثر منه من غير عطف ولا توكيد؛ ولم يتغير فيه بناء مفرده» فإذا قلت «زيد وزيد وزيد» فقد ضممت اسما إلى أكثر منه بطريق العطف، وإذا قلت: «زيد زيد زيد» فقد ضممت اسما إلى أكثر منه بطريق التوكيد، وليس واحد من هذين الطريقين بجمع اصطلاحي، وقولنا: «ولم يتغير فيه بناء مفرده» لإخراج جمع التكسير نحو الرجال والهنود، فإن فيه ضم اسم إلى أكثر منه لكن مفرد جمع التكسير لا بد أن يتغير في الجمع حقيقة أو حكما.

وكل ما ذكرنا أنه يشترط في الاسم الذي يراد تثنيته يشترط فيما يراد جمعه؛ وانظر إلى قولك: «الزيدون» في جمع «زيد» جمع مذكر سالما تجد الحركات التي على حروف المفرد وترتيب هذه الحروف واتصال بعضها ببعض هي بنفسها في الجمع؛ ثم انظر إلى جمعه جمع تكسير على «الزيود» تجد التغير واضحا؛ فتدرك الفرق بين الجمعين.