[الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم]
  نحو: عضة وعضين، وعزة وعزين، وثبة وثبين، قال اللّه تعالى: {كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ}(١) {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}(٢) {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ}(٣)، ولا يجوز ذلك في نحو: تمرة لعدم الحذف، ولا في نحو: «عدة» و «زنة» لأن المحذوف الفاء، ولا في نحو: «يد» و «دم»(٤)، وشذ أبون وأخون، ولا في اسم وأخت وبنت لأن العوض غير التاء، وشذّ بنون، ولا في نحو: شاة وشفة لأنهما كسّرا على شياه وشفاه.
  والثالث: جموع تصحيح لم تستوف الشروط، كأهلون ووابلون؛ لأن أهلا ووابلا ليسا علمين ولا صفتين، ولأن وابلا لغير عاقل.
  والرابع: ما سمّي به من هذا الجمع وما ألحق به(٥) كعلّيّون وزيدون مسمّى به، ويجوز في هذا النوع أن يجرى مجرى غسلين في لزوم الياء والإعراب بالحركات على النون منوّنة، ودون هذا أن يجرى مجرى عربون في لزوم الواو والإعراب بالحركات على النون منوّنة، كقوله:
  [١٠] -
  واعترتني الهموم بالماطرون
(١) سورة المؤمنون، الآية: ١١٢.
(٢) سورة الحجر، الآية: ٩١.
(٣) سورة المعارج، الآية: ٣٧.
(٤) أي لعدم التعويض فيهما.
(٥) ذكر المؤلف في هذا الموضع مما ألحق بجمع المذكر ما سمي به منه، ولم يذكر فيما ألحق بالمثنى ما سمي به منه، وكان خليقا بأن يذكره، وحاصل القول فيه أنه إذا سمي شخص أو مكان باسم مشتمل على علامة التثنية مثل حسنين وزيدين، فإن هذا الاسم ليس مثنى حقيقة لأن مدلوله فرد واحد، وقد ألحقه العرب بالمثنى، فأعربوه في أشهر لغاتهم - كإعراب المثنى: بالألف رفعا وبالياء نصبا وجرا، ومن العرب من يلزمه الألف في الأحوال كلها، ويعربه بالحركات الظاهرة على النون كإعراب ما لا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، وإذا اقترنت به أل جروه بالكسرة كما في قول ابن أحمر:
ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان ... أملّ عليها بالبلى الملوان
[١٠] - هذا عجز بيت من الخفيف، وصدره قوله:
طال ليلي وبتّ كالمجنون
=