أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الاشتغال

صفحة 155 - الجزء 2

  اسْتَجارَكَ}⁣(⁣١) و «هلّا زيد قام».

  وقد يكون راجح الابتدائية على الفاعلية⁣(⁣٢)، نحو: «زيد قام» عند المبرد ومتابعيه، وغيرهم يوجب ابتدائيته، لعدم تقدم طالب الفعل.

  وقد يكون راجح الفاعلية على الابتدائية⁣(⁣٣)، نحو: «زيد ليقم»، ونحو: «قام زيد وعمرو قعد»، ونحو: {أَ بَشَرٌ يَهْدُونَنا}⁣(⁣٤)، و {أَ أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ}⁣(⁣٥).

  وقد يستويان نحو: «زيد قام وعمرو قعد عنده».


= تقديره: إذا عيّ المرء.

ونظير الآية الكريمة أيضا قول لبيد بن ربيعة العامري:

فإن أنت لم ينفعك علمك فانتسب ... لعلك تهديك القرون الأوائل

ومن دخول «إذا» على الاسم المرفوع قوله تعالى: {إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ} ومنه قول الأفوه الأوي:

لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهالهم سادوا

(١) سورة التوبة، الآية: ٦.

(٢) ضابط هذه الصورة: أن يتقدم الاسم المرفوع ولا تسبقه أداة تختص بالأفعال ولا أداة تختص بالأسماء، ويتأخر عنه فعل قاصر، للعلماء في هذه الصورة ثلاثة مذاهب، الأول أنه يترجح رفع الاسم على الابتدائية، لأنه ذلك لا يحتاج إلى تقدير، وهو مذهب المبرد، والثاني أنه يترجح رفعه على أنه فاعل بفعل محذوف، وقد ذهب إلى هذا ابن العريف، والثالث أنه يجب أن يكون مرفوعا على الابتداء، وهو مذهب جمهور البصريين، والرابع: أنه مرفوع لأنه فاعل الفعل المتأخر عنه، وهو مذهب جمهور الكوفيين.

(٣) ضابط هذه الصورة: أن يكون بعد الاسم المرفوع فعل طلبي نحو «زيد ليقم» أو قبله أداة يغلب دخولها على الأفعال كالآية الكريمة: {أَ بَشَرٌ يَهْدُونَنا} أما في المثال فلأنك لو جعلت الاسم مبتدأ كنت قد أخبرت عنه بالجملة الطلبية، وذلك خلاف الأصل وإن كان جائزا، وأما في الآية فلكي يلي الهمزة فعل كما هو الغالب معها.

(٤) سورة التغابن، الآية: ٦.

(٥) سورة الواقعة، الآية: ٥٩.